تقدير العملة خارج الجهاز المصرفي في السودان

Abstract

هدفت الدراسة إلى تحديد أهم العوامل الكمية وغير الكمية لتداول العملة خارج الجهاز المصرفي ومعرفة أثرها على الاقتصاد، ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث منهج الاقتصاد القياسي لمعرفة العوامل الكمية، والاستبيان لمعرفة العوامل غير الكمية. تناولت الدراسة مشكلة العملة خارج الجهاز المصرفي في السودان خلال الفترة من (1990م – 2005م). وقد بُنيت على افتراض أساسي يتمثل في ضعف الجهاز المصرفي بسبب ارتفاع نسبة العملة خارج الجهاز المصرفي في السودان. وقد تضمن النموذج القياسي المستخدم أربع معادلات سلوكية بالإضافة إلى اثنتين تعريفيتين. ثبت أن جميع دوال النموذج القياسي فوق التمييز مما استوجب استخدام طريقة المربعات الصغرى ذات الثلاث مراحل (3SLS) في التقدير. تم الحصول على البيانات من المصادر الأولية والثانوية بالاعتماد على الأسعار الثابتة، واستخدم الباحث الطرق القياسية المتقدمة للكشف عن المشاكل ومعالجتها واستخدام أساليب السلاسل الزمنية في معالجة البيانات لتقدير وتقيم النموذج القياسي. خلصت الدراسة إلى أن بيانات السلاسل الزمنية المستخدمة مستقرة برتب مختلفة لكل متغير، كما أظهر اختبار التكامل المشترك (Co-integration) استقرار البواقي وعدم احتواء النموذج المقدر على انحدار زائف. أعطى معيار المفاضلة لأكاكي Akiake وشوارز Schawrz أقل قيم للداول الممثلة في النموذج الآني المقدر. وقد أظهرت الفحوصات وجود مشكلة الارتباط الذاتي وتمت معالجة ذلك. فاحتوى النموذج المقدر على معادلات لوغريثمية ومعامل التصحيح AR(1) وبيانات الفترة السابقة لبعض المتغيرات، فأصبح النموذج خالياً من مشاكل الاقتصاد القياسي. تم إجراء اختبار الفحص التشخيصي Diagnoistic Check Test باستخدام اختبار رامزي Ramsey Test، والذي أوضح أن النموذج يأخذ الشكل الدالي المناسب ويحتوي على المتغيرات الملائمة. كذلك تم اختبار استقرار معالم النموذج القياسي المقدر باستخدام اختبار جاو للاختلال الهيكلي Chaw Breaking Test، وقد أثبت عدم وجود تغيرات هيكلية وبالتالي سكون واستقرار المعالم المقدرة. أثبتت النتائج مقدرة النموذج القياسي الجيدة على الاستشراف، وذلك من خلال قيم معامل Theil ونتائج اختبار Chaw Forecast. من أهم نتائج الدراسة أيضاً ضعف الجهاز المصرفي في السودان، إذ بلغ متوسط مساهمة التمويل المصرفي في الناتج المحلي الإجمالي 4.97% وهي نسبة ضعيفة. كما يعتبر السودان ثاني دولة من بين الدول العربية من حيث كبر نسبة العملة خارج الجهاز المصرفي إلى عرض النقود بالمعنى الواسع خلال الفترة (1990م – 2000م). أيضاً توصلت الدراسة إلى أن العملة خارج الجهاز المصرفي في السودان تؤثر على التمويل المصرفي تأثيراً مباشراً من خلال إضعاف التمويل الممنوح، فانعكس ذلك بطريقة غير مباشرة على الناتج المحلي الإجمالي. تم التوصل إلى توصيات حول جوانب تعتمد على جذب العملة إلى داخل الجهاز المصرفي استناداً على نتائج الدراسة، وذلك عبر توصيات عامة، متخصصة، وتوصيات للقيام بدراسات مقترحة.