Abstract:
هذه الدراسة تبحث أثر نظم و تقانة المعلومات على الأداء الإداري لبنوك القطاع المصرفي السوداني، فهي تدرس المدى الذي تؤثر به النظم و التقانة على مستوى رضا و استخدام المديرين بتلك البنوك لها و على أدائهم ، و من ثمّ تعرج لتقصي تأثيرها على المؤسسات المصرفية و مجموعات العمل بها.
قامت الدراسة باختبار صحة الفروض الرئيسة الأربعة التالية:
1. جودة نظم و تقانة معلومات القطاع المصرفي السوداني لها تأثير معنوي على مستوى استخدام المديرين لها، و على مستوى رضاهم عنها، و من ثَّم تؤثر على أدائهم، و على مجموعات العمل، و على المصارف نفسها كمنظمات.
2. الخدمات التي تقدمها نظم و تقانة معلومات القطاع المصرفي السوداني ذات تأثير معنوي على مستوى استخدام المديرين لها و على رضاهم عنها، و من ثمّ على أدائهم الإداري، و على مجموعات العمل، و على المصارف التي يديرونها.
3. يؤثّر رضا المديرين بالمصارف السودانية عن نظم و تقنية معلومات مصارفهم على مستوى استخدامهم لها، و على أدائهم الإداري، وعلى مجموعات العمل التي يرأسونها، و على المصارف التي يديرونها.
4. تتأثر المصارف السودانية و أداء مديريها، ومجموعات العمل بها، بمستوى استخدام المديرين لنظم و تقانة المعلومات في أعمالهم.
اشتمل كل فرض على فروض فرعية كونت في مجملها الفرض الرئيس. و بعد إجراء اختبارات لتلكم الفروض باستخدام اختبار مربع كاي لبيرسون، و اختبار معنوية العلاقات بطريقة سبيرمان، و اختبار فشر، ثبتت صحة ثلاثة فروض رئيسة و لم تثبت صحة الرابع.
خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج العامة و الخاصة المتعلقة بموضوع بحثها هذا، و تتمثل أهم النتائج في الآتي:
1. سرعة استجابة نظم و تقانة معلومات الجهاز المصرفي السوداني لمتطلبات متخذ القرار، لها تأثير معنوي على مستوى رضا و استخدام المديرين، و على أدائهم الإداري، و على مجموعات العمل، و على المصارف.
2. تؤثر جودة النظم و التقانة معنويا على كل من مستوى رضا المديرين بالمصارف السودانية عن نظم و تقانة المعلومات، و على استخدامهم لها، وعلى أدائهم، و على مجموعات العمل و على المصارف.
3. أثر تحقيق الاستقلالية و عدم المركزية الذي تمنحه نظم و تكنولوجيا البنوك السودانية للمستخدم النهائي، على كل من مستوى الرضا و الاستخدام المصارف، كان كبيرا. و لكن هذا الأثر كان دون الوسط على أداء المديرين.
4. قدرة نظم و تقانة معلومات المصارف السودانية على مواكبة متطلبات السوق متغير البيئة، كانت ذات أثر كبير على مستوى رضا المديرين و استخدامهم. أما على المصارف فقد ضعف ذلكم الأثر لينعدم على أداء المديرين و مجموعات العمل.
5. كان أثر استخدام المديرين بالبنوك السودانية للنظم الفرعية بجانب الرئيسة ضعيفا جدا على أدائهم، و متوسطا على كل من مجموعات العمل و على المصارف.
6. أثر تنوع مجالات استخدام المديرين للنظم و التقانة بالقطاع المصرفي السوداني كان ضعيفا جدا على أدائهم، و على المصارف، و منعدما على مجموعات العمل.
7. أثر النمو المتسارع لتكنولوجيا المعلومات داخل المصارف على طبيعة و مكونات الهيكل التنظيمي، و أدى إلى تحديث الهياكل الكلية للبنوك أو على الأقل أدى إلى إنشاء وحدات جديدة للتعامل بالأدوات التقنية الحديثة. كما أن تطور نظم و تقانة المعلومات يحسّن العلاقات الرأسية و الأفقية و مستوى التنسيق بين مختلف الوحدات داخل المصرف.
كما أن الدراسة قد تقدمت بجملة من التوصيات العامة و الخاصة أبرزها:
1. عنصر إمكانية الوثوق بالنظم و التقانة باعتباره أحد مكونات جودتها، يستدعي مزيدا من اهتمام الإدارة العليا و الإدارة المسئولة عن النظم و التقانة و ذلك لتعظيم تأثيره على استخدام المديرين لها.
2. تحقيق الاستقلالية و اللامركزية الذي توفره النظم و التقانة المصرفية للمديرين يعتبر من المميزات التي تكفل لهم الإبداع والابتكار في مزاولة أعمالهم الإدارية، لذا كان من الضروري أن يهتموا بتأثير هذه الميزة على أدائهم.
3. من المفيد أن تحرص المؤسسات المصرفية على ترقية استخدام مديريها للنظم و التكنولوجيا المتوفرة بها، و يتأتى ذلك بأن تشجع المديرين على تنويع و تكثيف المجالات التي تستخدم فيها. هذا إلى جانب ايلاء استخدام النظم الجزئية مزيدا من الاهتمام.
4. يفضل أن يتم توسيع البنوك السودانية لنطاق خدماتها الالكترونية بعد إجراء دراسات و بحوث لتقييم موقفها من حيث التكلفة، و العائد، و الشروط التي تمليها المنافسة. و أن يصاحب تقديم كل خدمة الكترونية جديدة تعليم و تدريب للعملاء الحاليين و المستهدفين على طريقة استخدامها، و كيفية تحصيل أكبر فائدة من ذلك، و ذلك بدلا عن الاكتفاء بالإعلان فقط عن وجود الخدمة.
5. من الأفضل أن يستمر بنك السودان في اعتماد منهجية و أدوات واضحة لتطوير و تحديث الخدمات التي تقدمها المصارف، حيث أن المنهجية هي التي تؤدي إلي ترقية أداء القطاع المصرفي و تؤهله لمنافسة المصارف العالمية التي أصبحت تغزو أسواقه المحلية.