دور إدارة الموارد البشريـة في مواجهـة تحديـات العولمــة

Abstract

يتناول هذا البحث دراسة وتحليل دور إدارة الموارد البشرية لمواجهة تحديات العولمة في المنظمات غير الحكومية بقطاع غزة، وتكمن مشكلة الدراسة في السؤال: إلى أي مدى يتم تطبيق العاملين في المنظمات غير الحكومية لاستراتيجيات إدارة الموارد البشرية لمواجهة تحديات العولمة. وقد تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، الذي يعتمد على دراسة الظاهرة كما هي على ارض الواقع ويهتم بوصفها بشكل دقيق ويعبر عنه تعبيراً كيفياً بوصفها وتوضيح خصائصها، وتعبيراً كمياً بوصفها رقمياً. كذلك استخدم المنهج الوصفي لدراسة الجوانب النظرية، أما الدراسات الميدانية فقد اعتمدت على المنهج التحليلي في جمع المعلومات والبيانات وتفسيرها وتحليلها. وبالنسبة للبيانات الثانوية فقد تم الحصول عليها من خلال البحث والاطلاع على الكتب والأبحاث والدوريات والمجلات والدراسات السابقة والشبكة العنكبوتية (الانترنت). وقد اعتمد الباحث في جمع البيانات الأولية من خلال تصميم استبانه قام بالإجابة عليها الإدارة العليا والموظفون الإداريون في المنظمات غير الحكومية، وقد تم وضع معايير خاصة لاختيار عينة الدراسة، وكان من أبرز هذه المعايير أن لا يقل عدد الموظفين العاملين في المنظمة عن خمسة موظفين. وقد استخدم الباحث الاستبانة في جمع البيانات الأولية من أفراد عينة الدراسة حيث تم توزيع (2) نموذج استبيان لكل منظمة من العينة المستهدفة البالغة (250) من العاملين بنسبة بلغت حوالي (40%) من مجموع العاملين في المنظمات الأهلية في قطاع غزة ليكون مجموع الاستبيانات الموزعة (250) استبياناً، وتم استرجاع عدد (194) استبانه صالحة للتحليل بنسبة بلغت حوالي (77.6%)، حيث فقـدت واستبعدت حوالي (56) استبانه من إجمالي الاستبانات الموزعة، وبناءً على ذلك قام الباحث باستخدام البرنامج الإحصائي (SPSS) لتحليل البيانات الأولية واختبار الفرضيات.

ومن أبرز النتائج التي أظهرتها الدراسة: 1-عدم وجود مخصصات مالية كافية في المنظمات غير الحكومية للإنفاق على التدريب بالرغم من الدور الذي تمثله الدورات التدريبية التي تقدم للعاملين من أهمية بالغة في إعدادهم لمواكبة التغيرات التي تطرأ جراء الانتشار الواسع للعولمة. 2-أن أداء الموارد البشرية في المنظمات غير الحكومية لا يرتقي إلى المستوى التي يمكنها من مواجهة تحديات العولمة. 3-عدم مواكبة المنظمات للتطورات العالمية، وقد يكون ذلك بسبب الحصار المادي والعلمي والاقتصادي المفروض على كافة منظمات قطاع غزة بما فيها المنظمات غير الحكومية، حيث لا تستطيع المنظمات استقطاب المواد العلمية أو الكفاءات البشرية. 4-أن إستراتيجيات إدارة الموارد البشرية التي تتبعها المنظمات غير الحكومية في قطاع غزة لا تكفي لمواجهة تحديات العولمة، ومن هذه الاستراتيجيات "استراتيجيات تخطيط الموارد البشرية والتي ينبثق منها استراتيجيات الاختيار والتعيين واستراتيجيات تقييم أداء العاملين واستراتيجيات تدريب العاملين". 5-عدم توافر التقنيات الحديثة اللازمة لتطور أداء القوى البشرية داخل هذه المنظمات، وقد يرجع سبب ذلك إلى رفض المانحين تخصيص مبالغ من المال لتغطية النفقات الجارية في المنظمات غير الحكومية في قطاع غزة، وكذلك فرض شروط على المنظمة بضرورة تقديم مساهمتها التي لا تقل في غالب الأحيان عن (5%) من قيمة المنحة المقدمة. 6-أن المنظمات ذات الأعمار من (20 سنة فأكثر) لا تكترث لاستراتيجيات إدارة الموارد البشرية لمواجهة تحديات العولمة نظراً لرؤية هذه المنظمات لنفسها بأنها منظمات مستقرة ولها سياساتها الخاصة القائمة على رفض التغيير.

وقد خرجت الدراسة بعدة توصيات في ضوء الجانب العملي للبحث أبرزها: 1-يتوجب على المنظمات غير الحكومية الاهتمام بتدريب الموارد البشرية وضرورة تخصيص الموارد المالية اللازمة لعملية التدريب، لأن التدريب المناسب يعزز من رضا العاملين ويحسن من أدائهم، وضرورة توفير موارد مالية من خلال إنشاء مشاريع تنموية تفيد المجتمع بالدرجة الأولى. 2-ضرورة تحسين مستوى أداء الموارد البشرية ليرتقي إلى المستوى الذي يمكنها من مواجهة تحديات العولمة، حيث أن الموارد البشرية بحاجة ماسة إلى تطوير أداء العاملين لمواجهة تحديات العولمة. 3-ضرورة تبني استراتيجيات إدارة الموارد البشرية لما لها من الدور الفعال والايجابي لرفع كفاءة وفعالية استراتيجيات تخطيط الموارد البشرية، ومنها استراتيجيات الاختيار والتعيين، واستراتيجيات تقييم أداء العاملين واستراتيجيات تدريب العاملين وأدائها المؤسسي. 4-ضرورة الرقي والنهوض بمستوى المنظمات غير الحكومية وتعزيز أوضاعها المالية بعدم الاعتماد الكلي على المانحين، وذلك بإنشاء مشاريع تنموية تخدم المجتمع وضرورة تبني أسلوب دعم مشاريع خاصة بدلاً من الدعم العيني المباشر والسعي لتحقيق أساليب الاستدامة. 5-ضرورة وضع استراتيجيات لإدارة الموارد البشرية والتي تمكنها من مواكبة التغيرات واستباقها حتى تكون قادرة على المنافسة والحضور العالمي. 6-قيام المنظمات ذات الأعمار من (20 سنة فأكثر) بتطبيق استراتيجيات إدارة الموارد البشرية لمواجهة تحديات العولمة وضرورة التخلص من النظرات التقليدية التي تعطيها الانطباع بأنها منظمات مستقرة ولها سياساتها الخاصة القائمة، التي لا تقبل لتغيير.