Abstract:
الحمد لله الذي أعلى شأن العلماء وطالبي العلم، وجعلهم منائر المهتدين ، وخصم من بين العالمين بالنور المبين ، وسلك بهم الطريق القومي إلى الصراط المستقيم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام العالمين وسيد الأولياء والمتقين وعلى آله الطيبين الطاهرين الأكرمين وعلى من تبعهم ، وسار على دربهم إلى يوم الدين.
وبعد قال تعالى " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" أن علم النحو من العلوم المهمة عند العرب والمسلمين ، وكان لأسباب وضع النحو عدة بواعث مختلفة ، منها دينية ، ومنها غير دينية ، أما البواعث الدينية ترجع إلى الحرص الشديد على أداء نصوص القرآن الكريم أداءً ضعيفاً سليماً إلى أبعد الحدود ، والسلامة والفصاحة ، خاصة بعد أن أخذ اللحن يشيع على الألسنة ، وكان قد أخذ في الظهور منذ حياة الرسول صلى الله عليه وسلم " فقد روى بعض الرواة أنه سمع رجلاً يلحن في كلامه ، فقال : " أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل" وهناك بواعث أخري بعضها قومي عربي ، يرجع إلى أن العرب يعتزون بلغتهم اعتزازاً شديداً، هو اعتزاز جعلهم يخشون عليها الضياع والفساد مما جعلهم يفكرون في وضع علم يحفظ لغتهم والفساد والغناء ، فوقف الله راجلاً لهذه المهمة، فوضعوا علم النحو وأسسوا قواعده ، وأول من وضع النحو أبو الأسود الدؤلى وأمير المؤمنين على بن أبي طالب والمنصوبات من أهم الأقسام والموضوعات التي تحدث عنها علم النحو وأكثر فيه من البيان والشرح والتوضيح ، فكانت دراستنا هذه في باب المنصوبات نرجو أن نوضح ما يجب توضيحه والله ولي التوفيق.