Abstract:
إن المعلومات وأنظمتها الحديثة تعتبر قوة لإتخاذ القرارات الرشيدة وبناء وتكوين الإستراتيجيات الناجحة والفعالة وذلك نسبة للتطور السريع الذي يشهده مجال تكنولوجيا المعلومات في عصرنا الحالي ، إذ أن النظم والتقنيات الحديثة للمعلومات قد ساعدت في توفير قدر كبير من المعلومات عن بيئة المنظمات ( داخلية ـ خارجية ) وبالتالي ساعدت المدراء الإستراتيجيين في توفير أساس متين لصياغة وتطبيق وتقويم إستراتيجياتهم وبأكبر قدر من الكفاءة والفعالية وهذا ما سيتضح من خلال هذا البحث .
فقد تناول هذا البحث موضوع تكنولوجيا المعلومات وأثرها في بناء وتكوين الإستراتيجيات داخل منظمات الأعمال وذلك بالتطبيق على الشركة السودانية للإتصالات المحدودة (سوداتل) وقد ركز هذا البحث على الجوانب الآتية :-
- توضيح مفهوم الإدارة الإستراتيجية ومراحلها
- توضيح دور النظم والتقنية الحديثة للمعلومات في عملية بناء وتكوين الإستراتيجيات داخل
منظمات الأعمال .
وهذا وقد إتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي ومنهج دراسة الحالة والمنهج الإحصائي في كتابة هذا البحث .
أما عن محتويات هذا البحث فتتمثل في إحتوائه على مقدمة تضمنت أهم الأسباب الداعية لدراسة النظم والتقنيات الحديثة للمعلومات ودراسة الدور الذي تلعبه هذه النظم والتقنيات في عملية الإدارة الإستراتيجية إضافة إلي منهجية الدراسة . كذلك يشتمل هذا البحث على خمس فصول ، تناول الفصل الأول مفهوم الإدارة الإستراتيجية تعريفها ، ومراحلها ، وبيئة منظمات الأعمال ، إلي جانب المعلومات البيئية اللازمة لبناء الإستراتيجيات داخل منظمات الأعمال . والفصل الثاني تناول مفهوم نظم المعلومات الإدارية ، تعريفها ، أنواعها ، مكوناتها ، وظائفها إضافة إلي نظم المعلومات الإستراتيجية . أما الفصل الثالث فقد تناول تقنية المعلومات ، تكنولوجيتها ، الحاجة إليها ، التطور التاريخي لعلومها وإدارتها ، إضافة إلي الدور الذي تلعبه التقنية الحديثة للمعلومات في بناء وتكوين الإستراتيجيات داخل منظمات الأعمال .
والفصل الرابع يشتمل على الدراسة الميدانية وقد تناول الشركة السودانية للإتصالات المحدودة ونبذة تعريفية لها ، و (سوداتل) بوابة السودان نحو المعلوماتية والعوامل والمتغيرات التي تحكم بيئة الشركة ، إضافة إلي المعلومات البيئية اللازمة لبناء وتكوين إستراتيجيات الشركة . أما الفصل الخامس فقد تناول نظم المعلومات الإدارية داخل الشركة ، إدارتها ، مراحل تطورها ، دورها في بناء وتكوين إستراتيجيات الشركة ، بالإضافة إلي عرض وتحليل البيانات .
في ختام هذا البحث توصلت الباحثة إلي عدد من النتائج أهمها :-
(1) إن النظم والتقنيات الحديثة للمعلومات تلعب دوراً هاماً في أداء المنظمات لأعمالها وبناء وتكوين إستراتيجياتها .
(2) على منظمات الأعمال القيام بتهيئة مناخها الداخلي لإستيعاب كل التطورات التي تحدث في مجال تقنية المعلومات .
(3) لكي تسهم منظمات الأعمال في تقدم البلاد عليها الإهتمام بالنظم والتقنيات الحديثة للمعلومات .
(4) إن المعلومات تعتبر مورداً هاماً داخل المنظمات على المدراء الإهتمام بها مهما كلف الأمر .
(5) إن إستخدام النظم والتقنيات الحديثة للمعلومات ساعد المدراء في بناء ووضع إستراتيجيات المنظمات بأقصى درجة من الكفاءة والفعالية .
ومن أهم التوصيات التي تم التوصل لها :-
1/ توصيات عامة تتمثل في :-
(أ) وضع إستراتيجيات وخطة تدريبية تمكن العاملين والقيادات داخل منظمات الأعمال من إكتساب المهارات والقدرات التي تؤهلهم لإستيعاب كل ما يستجد في مجال تكنولوجيا المعلومات .
(ب) على منظمات الأعمال القيام بإنشاء أنظمة معلوماتية تقوم على إستخدام التقنيات
والأساليب الحديثة في مجال المعلومات والإتصالات .
(ج) على منظمات الأعمال أن تخلق لنفسها ميزة تنافسية من خلال إمتلاكها للنظم
والتقنيات الحديثة للمعلومات .
(د) توجيه إستخدام النظم والتقنيات الحديثة للمعلومات لصالح إقتصاد البلاد .
2/ توصيات خاصة بالشركة :-
(أ) على الشركة أن تعمل على وضع وإعداد سياسة عامة وواضحة المعالم لإدخال وتخطيط نظم للمعلومات وتقنياتها وذلك حتى تتمكن من مجابهة تحديات هذا القرن .
(ب) على الشركة القيام بوضع سياسة واضحة للتطوير والمتابعة لتحقيق الإستخدام الأمثل
للمعلومات وتقنياتها .
3/ توصيات لدراسات المستقبل :-
(أ) توسيع مجال البحث لدراسة إمكانية تطوير نظم المعلومات وصناعة تكنولوجيا المعلومات محلياً بدلاً من إستجلاب هذه التقنية من الخارج وذلك من خلال الإستفادة من الكفاءات والموارد المتاحة محلياً وتشجيع روح المبادأة والإبتكار في هذا المجال .
(ب) توسيع مجال البحث في هذا المجال ليشمل تلك الدراسات التي تهدف إلي بث الوعي لدى جميع الأفراد العاملين بمنظمات الأعمال المختلفة وزيادة معرفتهم وإدراكهم بكيفية التعامل مع التقنيات الحديثة للمعلومات وكيفية إستخدامها والإستفادة منها في إنجاز أعمالهم وبالتالي تحقيق أهداف المنظمات التي يعملون بها .