Abstract:
يتسم العصر الحديث بتزايد ضغوط العمل المفروضة علي الأفراد حيث تسعي الإدارة لمواجهة تلك الضغوط بما يضمن لها البقاء والاستمرار ومما يساعدها علي ذلك إدارة ضغوط العمل التي يتعرض لها الأفراد بشكل يؤدي إلى تحسين الأداء وزيادة الفعالية وتعزيز الانتماء للمنظمة بما يؤدي إلى تحسين جودة العمل أو الخدمة المقدمة وبالتالي رفع الكفاءة.
إن الفرد يقضي معظم وقته في عمله ويتم هذا العمل في جهات مختلفة قد تكون الجامعة أو المصنع أو المصرف أو المستشفى أو غير ذلك.
ووجود الفرد في تلك المنظمات يقتضي أن يعيش الفرد في بيئة تملي عليه شروطها وتفرض عليه نوعاً من القلق أو الخوف فالتعلم علي الآلات الحديثة والتأقلم مع جو العمل وطبيعة العمل الملقي علي عاتقه وشدة الإيقاع الذي يجب أن يعمل به لكي ينجز عمله وغير ذلك، كل ذلك يخلق مشاعر كثيرة ومتعددة مليئة بالإحباط والصراع النفسي والتردد والشك في قدرته علي إنجاز العمل (عبد اللطيف: 1992، 15).
وقد لا يستمر جميع العاملين بالضيق والتوتر من ضغوط العمل بل قد يستجيب بعضهم بشكل إيجابي ويستمرون بالتحدي ولكن زيادة التوتر إلي مستويات عالية يؤدي إلي نتائج سلبية مثل إصابات العمل والمرض والتغيب عن العمل مما قد يكلف المصانع تكليف باهظة وترك البحوث العلمية علي أن مستويات التوتر العالية لها نتائج سلبية علي الصحة الجسدية والسعادة النفسية وعلي حسن الأداء في العمل (محمد النجار: 1995، ص409).
وتعتبر ضغوط العمل من أبرز الموضوعات التي لقيت اهتماماً كبيراً من قبل الباحثين في موضوع السلوك التنظيمي لما له من أهمية في مجال التنظيم والسلوك والأداء (موسي، اللوزي: 1999م، ص105).
ففي الماضي كان ينظر إلي المشكلة علي أنها ظاهرة ترتبط بالصحة العامة للفرج وضمن اختصاص الطب البشري أو النفسي أما اليوم فإنه يعد من الموضوعات المرتبطة بالسلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية فضغوط العمل والتوتر تؤثر علي حسن أداء العاملين ورضاهم كما أن العلاقة قوية بين التوتر والأمراض وحسن أداء العمل (محمد النجار: 1995، ص410).
ويعود الاهتمام المتزايد من الباحثين في مجالات عديدة بموضوع ضغط العمل إلى ما تسببه من آثار نفسية وجسدية ضارة مثل الاكتئاب وأمراض القلب، وإلي ما تسببه من إنعكاسات سلبية علي سلوك الأفراد واتجاهاتهم وآرائهم بالعمل متمثلاً في انخفاض الشعور بالإنتماء للمنظمة. (حنان الأحمدي: 2002م، 15).
حيث أن كل من ضغوط العمل والأداء الوظيفي تؤثر علي اتجاهات وسلوكيات الأفراد لذلك فإنه من المتوقع وجود علاقة بينهما، ويحاول هذا البحث التعرف علي هذه العلاقة من خلال الدراسة النظرية والميدانية.