Abstract:
إن مشكلة الجريمة هي إحدى أهم وأخطر وأعقد المشكلات التي واجهت البشرية ، وهي تحتل مكانة متقدمة بين المشكلات الاجتماعية المدرجة علي قوائم أولويات المجتمعات البشرية دون استثناء وأن الحد من ويلاتها وأخطارها بقي موضوعاً للتجريب للوصول إلي الأسلوب الأمثل للتعامل معها والتخفيف من آثارها .
علي الرغم من الجهود الضخمة التي بذلتها كافة الحكومات في أنحاء العالم المختلفة لمقاومة الانحراف ومكافحة الجريمة فإن الجريمة بجميع جوانبها وظواهر الانحراف تمتد وتنتشر من مكان إلي مكان لا تعترف بحواجز أو حدود بل أنها تستقل أحياناً عبر الأثير وعن طريق وسائل الاتصال الحديثة من أكثر المجتمعات شاهداً إلي أكثرها حزماً وانضباط.
لوقاية المجتمع من الجريمة والانحراف رسم الإسلام سياسة وقائية وسياسة علاجية حيث تتمثل السياسة الوقائية في إثارة كرامة الإيمان في القلوب وغرس الوازع والزجر الشديدين . ويبقي على الجميع بعد ذلك تنفيذ السياسات لوصول للغاية والهدف وكذلك علي المجتمع أيضاً الأخذ بكافة الأسباب التي ابتداعها القلوب البشرية في مقاومة الانحراف والجريمة في سبيل الوصول إلي ما تهدف إليه .
تعتبر مساهمة المواطنين في منع الجريمة والوقاية منها والإستراتيجيات المستحدثة ألا أنها أصبحت من أكثرها فعالية خاصة في المجتمعات التي أدركت خطورتها وأسبابها الاجتماعية.
في المجتمع الإسلامي يكون الإنسان هو مصدر الإنسان هو مصدر الصلاح فهو الذي يستبطن أسس ومعايير الصلاح ، ومن ثم يأتي سلوكه من قاعدة خبره في علاقاته مع الآخرين فإذا ما كان ذلك حال الجميع خبره وبالتالي تملأ الحياة خبرة أي أمناً وسلاماً