Abstract:
تناول هذا البحث بالدراسة الأثر الناتج من تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المنتجات الغذائية السودانية، وتتمثل أهمية دراسة هذا الأثر في التغيرات التي طرأت على سلوك المستهلك واتساع مدركاته بالإضافة إلى الإفرازات الناتجة من تيار العولمة وثورة الاتصالات.
إشكالية البحث تمثلت في الفهم الخاطئ لدى بعض المنتجين بأن تطبيق مفهوم الجودة يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى افتقار منظمات الأعمال في مجال الصناعات الغذائية إلى مرتكزات نظم الجودة الشاملة هذا بجانب عدم توافر الكادر الفني والإداري المدرب القادر على وضع وتطبيق المواصفات القياسية في مجال الصناعات الغذائية. افترض الباحث حلول مبدئية لحل هذه الإشكاليات تمثلت في وجود علاقات بين تطبيق وتحسين الجودة الشاملة والربحية وتكلفة المنتج وتحقيق درجة من الرضا الوظيفي للعاملين.
تم اختبار هذه الفرضيات باستخدام برنامج التحليل الإحصائي (SPSS) تم تناول هذا البحث في خمسة فصول، حيث عكست الثلاثة فصول الأولى الإطار النظري للبحث، بينما تناول الفصل الرابع حالة الدراسة (مصنع بريمير)، حيث تم عكس الجانب الوصفي والتحليلي واختبار فرضيات الدراسة، الفصل الخامس والأخير تناول نتائج وتوصيات البحث.
أهم ما توصل إليه الباحث أن تطبيق هذا المنهج الجديد تنتج عنه سلع ذات جودة عالية ومميزة وخالية من العيوب ومفضلة لدى المستهلك تحقق رغباته وحاجاته الضمنية، كما أنها تحقق نسبة عالية من الأرباح للمنتج، وذلك بتقليل نسبة الفاقد والتالف في المنتج النهائي. ونشر الثقافة التنظيمية التي تعزز روح التعاون بين العاملين وتحقيق الرضا الوظيفي لهم وتغير جذري في الفكر والسلوك والمعتقدات والقيم والمفاهيم ونمط القيادة الإدارية مما يجعلهم يؤدون أعمالهم بالطريقة الصحيحة حيث أن نجاح واستمرار وبقاء المصنع يعتمد على تطبيق الجودة في المنتجات.
أوصي الباحث بتطبيق هذا النهج في بقية المصانع الغذائية السودانية وغيرها من المنتجات، وتكوين هيئة سودانية من خبراء الجودة السودانيين تتولى وضع معايير الجودة ومتابعة تطبيقها وتقييمها مدى مطابقتها في المنتجات الغذائية، كما يوصي الباحث بتدريب العاملين في إدارة الجودة في المصنع (دراسة الحالة)، ومحاربة طرق التوزيع التقليدية للألبان.
