Abstract:
لاحظت الباحثة من خلال دراستها لكتاب المقتضب للمبرد :
1 – إن المقتضب ذخر بالتعليل لكثير من المسائل النحوية والصرفية .
2- عنى المبرد فى المقتضب بالشواهد القرآنية والشعرية لتثبيت الأحكام والإذعان بها ولم يستشهد بالحديث كثيرا وكذلك الشواهد النثرية عنده قليلة مثل قول العرب: ( ولدت فاطمة بنت الخرشب الأنمارية الكملة من بنى عبس لم يوجد كان مثلهم استشهد به على زيادة كان( ).
3- للمبرد مصطلحات خاصة فى المقتضب تميز بها عن غيره من النحاة منها:
أ- سمي الحال مفعول فيه قال : ( هذا باب من المفعول ؛ ولكنا عزلناه مما قبله , لأنه مفعول فيه وهو الذى يسميه النحويون الحال )( ).
بينما سمى سيبويه الحال خبراً( ) ,
ب- سمي التوكيد المعنوى نعتاً ( ).
ج- عبر عن الهمزة بالألف قال عن همزة المضارعة: (( والزوائد الألف فهي علامة المتكلم وحقها أن يقال همزة وقال : باب ألفات الوصل والقطع وهن همزات فى الحقيقة)) ( ) .
د- وصف الحرف المتحرك بأنه حرف حي قال : و ((المتحرك حرف حي( ))).
4- هناك صلة وثيقة بين المقتضب وكتاب سيبويه وقد اتضحت هذه الصلة من تتبع آراء المبرد المستوحاة من سيبويه فقد وافق المبرد سيبويه فى كثير من المسائل وقد خالفه فى بعضها بل نقده وغلطه فى البعض الآخر .
وقد خلصت الباحثة إلى أن :
1- التعليل من أهم أصول النحو العربي وله أثر كبير فى توضيح الحكم الإعرابي وفهم الجمل النحوية.
2- ليست علل النحو ثابتة واجبة وإنما هي علل تختلف باختلاف واضعها وتفسيره للموضع الذى يعلله فقد يختلف النحويون فيما بينهم فى تفسير السبب الذى دفع إلى هذا النوع من التعبير أو إلى حكم معين من الأحكام وعلى ذلك تختلف العلة التي يضعها كل منهم .
3- نتيجة لاختلاف العلماء فى العلة تعددت أنواعها وتشعبت الآراء فيها وأشهر هذه الأنواع هى العلة التعليمية أو العلة القياسية والعلة الجدلية والعلة المركبة والعلة البسيطة .
4- العلة التعليمية هى التى يتوصل بها إلى تعلم كلام العرب؛ لأنا لم نسمع نحن ولا غيرنا كل كلامها منها لفظاً وإنما سمعنا بعضنا فقسنا عليه نظيره مثال ذلك لما سمعنا قام زيد فهو قائم وركب وراكب , عرفنا اسم الفاعل فقلنا ذهب فهو ذاهب وأكل فهو آكل وما أشبه ذلك.
5- العلة القياسية هى مثلاً أن تقول إن زيداً قائم فإن قال قائل ما حكم زيد هنا أو ما هو عمل إن فتجيبه بأنها تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب المبتدأ وترفع الخبر فإن قال ولما وجب أن تنصب إن الاسم ؟ فالجواب فى ذلك أنها وأخواتها ضارعت الفعل المتعدى إلى مفعول فحملت عليه وأعلمت إعماله لمضارعته فالمنصوب بها مشبه بالمفعول لفظاً والمرفوع بها مشبهاً بالفاعل لفظاً فهي تشبه من الأفعال ما قدم مفعوله على فاعله نحو ضرب أخاك محمد وما أشبه ذلك .