Abstract:
نظراً لأهمية الدور الذي تلعبه المصارف التجارية في هذا العصر سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية ، فقد تزايدت الحاجة في وقتنا الحاضر إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في الحاسبات الإلكترونية ، وأنظمة الخدمة المصرفية الإلكترونية الأساسية منها والثانوية عوضاً عن نظم المعلومات اليدوية التقليدية ، ونتيجة لذلك بدأت الحاجة لمعرفة الأساليب العلمية لدراسة هذه النظم وإمكانية إدخالها وتطبيقها بغية جعلها أكثر كفاءة وفاعلية ودقة وسرعة وموثوقية وأمان في تهيئة المعلومات للجهات المستفيدة منها .
ومواكبة للتقدم التكنولوجي في المعلومات والاتصالات ، فقد رأى العديد من الباحثين والدارسين والكتاب المهتمين بالأعمال المصرفية ، ضرورة متابعة التطورات التكنولوجية المتلاحقة على المستوى العالمي والمحلي في مجال إنجاز الأعمال والخدمات المصرفية والتي تحولت من الممارسات التقليدية إلى ممارسات استخدام التكنولوجيا المعاصرة نتيجة ثورة الاتصالات والمعلومات والمعرفة أو ما نسميه بالإدارة الإلكترونية لأعمال المصارف .
ومن خلال المزايا والفوائد التي يمكن تحقيقها من استخدام أنظمة الخدمة المصرفية الإلكترونية بالمصارف التجارية ، قام الباحث بهذه الدراسة مبرزاً أهم المشاكل التي تعاني منها فروع المصارف التجارية مجتمع الدراسة ، والتي من أهمها استخدام الأنظمة التقليدية في المعاملات المالية ، وعدم مقدرة هذه المصارف على استخدام التكنولوجيا الحديثة ما أدى لتدني واضح في مستوى الخدمات المصرفية ، وأرباح هذه المصارف والذي بدوره يرجع إلى عدم توفر البنية التحتية التكنولوجية اللازمة والمتمثلة في تقنية المعلومات والاتصالات لهذه المصارف ، وكذلك عدم توفر العناصر المؤهلة والمدربة للتعامل مع هذه الأنظمة ،ومن خلال هذه الدراسة سيظهر أثر تقنية المعلومات في تطوير الأعمال والخدمات المصرفية .
وقد هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى إمكانية إدخال وتطبيق تقنية المعلومات في الأعمال والخدمات المصرفية ، والتعرف على مدى توفر واستخدام نظم الخدمة المصرفية الإلكترونية في المصارف التجارية محل الدراسة ، وذلك لتحسين مستوى الخدمات المصرفية المقدمة ، ومواكبة التطورات الحديثة في تقنية المعلومات المصرفية لخلق بنية تحتية تكنولوجية قوية يمكن الاعتماد عليها في مواجهة المنافسة المصرفية على الصعيدين العالمي والمحلي وتساهم في جذب وتشجيع الاستثمارات الأجنبية .
وقد تم إتباع المنهج الوصفي في هذه الدراسة لأنه يعتبر من المناهج المناسبة في مثل هذا النوع من الظواهر الإدارية ،أما في الدراسة الميدانية فتم اتباع المنهج التحليلي لإظهار نتائج أسئلة الاستبيان الذي قام الباحث بتوزيعه على مجتمع البحث (فروع المصارف التجارية محل الدراسة) ، وقد تكونت عينة البحث من مدراء المصارف ورؤساء الأقسام والموظفين بالمصارف التجارية المعنية ، والذي بدوره قام الباحث باختبار فروض الدراسة والتي كانت من أهمها عدم وجود معرفة كافية بهذه النظم لدى الموظفين بفروع المصارف ، وكذلك الدورات التدريبية وأهميتها في الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات ، ومدى مساهمة هذه التقنيات في تطوير وتحديث الأعمال والخدمات المصرفية ، ومدى مساهمتها في زيادة دخل وموارد المصارف بشكل عام ،ومدى مساهمتها في تشجيع الاستثمار الأجنبي ، وقد توصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج أهمها :
1- عدم توفر هذه التقنيات بالمصارف التجارية محل الدراسة وبالتالي أدى إلى عدم استخدامها .
2- قلة الدورات التدريبية وتركيزها على جوانب مصرفية بحتة .
3- قبول فرضيات الدراسة الأساسية الأخرى والتي ساهمت في توضيح الأثر الإيجابي لهذه التقنيات في تطوير الأعمال والخدمات المصرفية .
كما تم دراسة تأثر العوامل الأساسية (العمر ، الجنس ، المؤهل العلمي ، التخصص ، الخبرة العملية ، الحالة الاجتماعية) بالمجالات الخمسة للدراسة وهي ، ( التقنيات المصرفية ، المهارات العملية ، متطلبات التطوير ،تشجيع الاستثمار الأجنبي، أثر استخدام أنظمة الخدمة المصرفية الإلكترونية) ، وعلى ضوء النتائج التي توصل إليها الباحث اقترح عدة توصيات أهمها :
1- القيام بحملات إعلامية مكثفة لنشر الوعي المصرفي والتعريف بهذه الأنظمة وأهميتها ..
2- تفعيل استخدام خدمة الصراف الآلي ، والبطاقات المصرفية ، المقاصة الإلكترونية للصكوك ، والهاتف المصرفي وغيرها .
3- الاستمرار في سياسات الخصخصة والاندماج المصرفي .