Abstract:
كان وراء اختياري موضوع "الرواية النسوية الفلسطينية(1973-2000)" نابع من أهمية الفن الروائي، واتصاله الوثيق بالمجتمع الذي ينتجه، حيث يمكن أن يكون صورة معبرة عن هذا المجتمع بحسناته وسلبياته، وبالتالي الوقوف على صورة إنتاج المرأة الفلسطينية الروائي، الذي جاء يعالج قضايا المجتمع بشكل تفصيلي، حيث انعدمت الدراسات حول هذا الموضوع، فجاءت هذه الدراسة في محاولة منهجية تستعرض أهم ملامح هذه الرواية. وقد جاءت هذه الدراسة لتغطي حقبة زمنية طويلة مليئة بالإحداث السياسية. إضافة إلى ندرة الإنتاج الروائي النسوي الفلسطيني قبل هذا التاريخ أي منذ أواسط الخمسينيات وحتى بداية السبعينيات.
أما الحد المكاني، فلم تتعرض الدراسة إلى حصر هذا البحث مكاناً داخل فلسطين المحتلة وحدها، بل توسعت لتهتم بالرواية التي أصدرتها المرأة الفلسطينية التي تعيش داخل فلسطين وخارجها، وعلى حقب زمنية متتالية، محاولة من الباحث الإطلاع على توجّه الكاتبات في الوطن والشتات عبر خطابهن السردي.
كما جعل الباحث همّه في هذه الدراسة البحث في دور المرأة الفلسطينية في الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في المجتمع الفلسطيني، وكيفية نشوء وتطور الرواية الفلسطينية، والبحث في شكل الرواية النسوية الفلسطينية ومكوناتها وقضاياها الفكرية والفنية المتعددة.
أما منهج البحث، فيقوم على إعطاء الأولوية للنص الروائي للوقوف على بنيته الداخلية وتحليل دلالالته، وكان الهدف أولاً وأخيراً الولوج إلى عالم النص الروائي. مما لا يضير الاستفادة من مناهج عديدة في سياق المنهج المتكامل الذي تتضافر داخله عدة مناهج. مما يعني دراسة العلاقات الحياتية وشبكة العلاقات الفنية بخيوطها الزمانية والمكانية والإنسانية واللغوية، مما يعني الانتقال من واقع الحياة إلى واقع الفن والأدب.
وتضمنت الدراسة الأجزاء التالية:-
1. المدخل وقد أشتمل على ثلاث نقاط:
أ. دور المرأة الفلسطينية السياسي.
ب. دور المرأة الفلسطينية الاجتماعي.
ت. دور المرأة الفلسطينية الاقتصادي.
2. الفصل الأول: فقد تناولت دور المرأة الفلسطينية. وقد أشتمل على المباحث التالية:
أ. دور المرأة الفلسطينية في التعليم.
ب. دور المرأة الفلسطينية في الإعلام.
ت. دور المرأة الفلسطينية في المجال الأدبي العام.
3. الفصل الثاني: تناولت فيه نشوء وتطور الأدب الروائي الفلسطيني. وشمل على مبحثين:
أ. البدايات الأولى للأدب الروائي في فلسطين.
ب. واقع الرواية الفلسطينية وتطورها بعد الاحتلال الإسرائيلي.
4. الفصل الثالث: تناولت فيه صورة المرأة في الرواية النسوية الفلسطينيـة.
وقد أشتمل على ثمانية مباحث:
أ. المرأة التقليدية ب. المرأة العاملة ت. المرأة المثقفة. ث. المرأة المتمردة.
ج. المرأة الضحية ح. المرأة المناضلة خ. المرأة المومس. د. المرأة العميلة.
5. الفصل الرابع:صورة الرجل في الرواية النسوية الفلسطينيـة. وقد أشتمل على مبحثين:
أ. النماذج الاجتماعية: (صورة الشيخ، العامل ،الرجل المستغِل ،الرجل المضطهِد، الرجل المثقف)
ب: النماذج السياسية:( صورة المناضل، صورة العدو).
6. الفصل الخامس: الرواية النسوية الفلسطينية وقضايا المجتمع. وقد أشتمل على ثلاثة مباحث:
أ. القضايا الاجتماعية . (الفقر والشقاء، نقد المجتمع ،التسلح بالعلم والمعرفة).
ب. القضايا الوطنية والسياسية. (سجل للنكبة والنكسة، وصف الحرب الأهلية، الانتفاضة، دور الأطفال في المقاومة).
ت. القضايا النفسية. (العلاقة بين الجنسين، قضية التحرر والهوية ،العلاقة بين الإخوة والأخوات، الحب، الغيرة بين النساء، العنوسة).
7. الفصل السادس : الجانب الفني في الرواية النسوية الفلسطينية.
وقد أشتمل على المباحث التالية.
أ .المكان(أهمية المكان،أثر الاحتلال على المكان، أشكال المكان)
ب. الزمن(أهمية الزمن،أشكال حركتي الزمن)
ج. السرد(أنمـاط السـارد،تتدخل السارد، طرق السرد)
ت. اللغة والشكل الإبداعي(جمالية اللغة، معوقات شاعرية اللغة،المفــردات العامـية،التكرار، اللغة والحوار).
ث. التوظيف الروائي للتراث(مفهوم التراث وأهميته، أشكال التراث).
لقد توصلت الدراسة إلى أن المرأة الفلسطينية قد شاركت في الحياة الاجتماعية والسياسية والأدبية في المجتمع الفلسطيني، في جميع جوانب الحياة المختلفة التي منحتها الظروف السياسية فرصة للخروج المبكر للحياة العامة من خلال الانخراط في الحركة الوطنية.
وأثبتت الدراسة أن الرواية النسوية الفلسطينية قد واكبت القضية الوطنية حيث علت من قضيتها الوطنية المتمثلة باغتصاب الأرض، وتشريد الشعب الفلسطيني خارج وطنه، ومثّل هذا الموضوع جوهر رواياتها.
كما بينت الدراسة أن الروائية الفلسطينية قد حوّلت شخصية الرجال في كثير من رواياتها إلى شخصية قاسية؛ حيث ظهرت سلطتهم، وانتهازيتهم، وتناقضهم، ولم تستثن المثقف الذي لم يكن بأفضل من حال الرجل التقليدي، أو الثوري السياسي ، فهم في نظرها سلبيون ولكن بدرجات متفاوتة!. في حين عملت على تقديم الصور المتعددة لنضال المرأة.
كما أظهرت الدراسة أن أكثر الأعمال الروائية قد تواصلت بالمأثور الشعبي الفلسطيني في القول والفعل، مما يعني حرص الروائيات على المحافظة على تراثهن من الضياع والطمس الذي يسعى أعداء الوطن على تذويبه.
ونستطيع أن نقول أخيراً أن هناك مجموعة من الكاتبات الفلسطينيات ساهمن بنشاطٍ في دفع الرواية الفلسطينية نحو النضج والارتقاء، والتعبير عن الواقع الصعب للمواطن الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الصهيوني وما يعانيه في الشتات.وبالرغم من ذلك فإن الرواية النسوية الفلسطينية بحاجة إلى المزيد من اهتمام النقاد بالبحث والدراسة.
وقد ذيل البحث بملحقين: الأول تناول التعريف بالروائيات الفلسطينيات اللاتي وقفت الدراسة على أعمالهن الروائية. والثاني تناول رصد الروايات الفلسطينية الصادرة منذ النشأة عام 1920 إلى عام 2000، وإعداد ببليوغرافيا بتلك الروايات تبعاً لتاريخ صدورها.