Abstract:
هذا البحث محاولة لدراسة خبر المبتدأ في القرآن الكريم دراسة وصفيّة وإحصائية في كثير من الأحيان . واتضح لي من خلالها أن حقيقة الخبر في القرآن الكريم تتمثل في العلاقة الإسنادية بينه وبين المبتدأ ، وأنه مطابق له في المعنى مطابقة صريحة أو مؤولة ، وأنه مرفوع إما لفظاً وإما محلاً ، وأنه ثلاثة أنواع : مفرد وهو الأكثر وروداً ، وجملة اسمية وفعلية ، والثانية أكثر وروداً من الأولى ، وشبه جملة ، ولكلّ نوع سمات تميزه عن الأنواع الأخرى . والخبر الجملة تمّ ربطه بالمبتدأ بروابط هي : الضمير – وهو الأكثر – وبالاسم الظاهر وإعادة المبتدأ بلفظه والعموم والألف واللام . وقد يحذف الرابط أحياناً ، فقد حذف وهو منصوب وحذف وهو مجرور وحذف وهو مرفوع .
واتضح لي صحة مذهب البصريين القائل بتقديم الخبر وجوباً في حالات وجوازاً في حالات أخرى ، فقد وجب تقديم الخبر في ستة مواضع ووجب تأخيره في سبعة مواضع ، وما سوى ذلك يدخل في دائرة الجواز ، والشواهد القرآنية على وجوب التأخير أكثر شيوعاً .
وثبت لي أن تعدّد الخبر ضربان : تعدّد حقيقيّ بغير عطف ، وتعدّد معنوي تقديري مع وجود العطف ، وللضرب الأول تسعة أنواع وللثاني ثمانية أنواع .
ودخول الفاء الزائدة على الخبر ضربان : ضرب واجب وهو ما كان بعد ( أمّا ) وضرب جائز وهو الذي لا يكون بعدها ، وللأخير تسع صور .
وشاعت زيادة البـاء في الخبر المنفي بليس وبما العاملة وغير العاملة، بينما قلت زيادتها في الخبر المثبت ، وتمت زيادة الكاف في الخبر وهو كلمة ( مثل ) .
ودخلت لام الابتداء على خبر إنّ سواء كان مفرداً ، أو جملة فعلية ، أو جاراً ومجروراً ، أو ظرفاً ، ولم تدخل على خبر إنّ وهو جملة اسمية ، وجاءت أكثر اللامات دخولاً على خبر إنّ في باب دخولها على المفرد . ودخلت اللام الزائدة على خبر إنْ المخففة لئلا تلتبس بـ ( إنْ ) النافية .
وحدث للخبر تحول في اسمه وإعرابه ومكانه ومعناه بعد النواسخ ، وحُذف لتحقيق العديد من المعاني في ثماني عشرة حالة .
وقد جاء هذا البحث في أربعة فصول واثني عشر مبحثاً بواقع ثلاثة مباحث تحت كل فصل ، بالإضافة للمقدمة والخاتمة والفهارس .