السِّير والمذكرات في الأدب السُّودانيُّ دراسة من منظور النَّقد الأدبيّ

Abstract

تطرح الدراسة مفهوم الكتابات الشخصية تحديداً السير والمذكرات عن منظور النقد الأدبي . وقدمت تمهيداً نظرياً يقوم بمسح المقولات النقدية حول السير بنوعيها، والمذكرات ،والأنماط السيرية التي تجاورها وعلاقة السير بالفنون الإبداعية . قسم الباحث الدراسة لستة فصول بينهما مقدمة وخاتمة ، وتضمنت الدراسة الإطار النظري ،وإطار تطبيقي تحليلي استطاع الباحث من خلاله معالجة مجموعة من النصوص السيرية ثم عقدلامقارنة بين تلك المذكرات والسير بالتركيز على الميثاق السير الذاتي وصولاً الى تجنيسها تجنيساً أدبياً وتوصل إلى النتائج التالية :- 1. لم يرتبط النزوع بكتابة أدب الكتابات الشخصية بالذات فقط ،بل ارتبط بالظروف الثقافية ، والتاريخية والتي أدت إلى نمو الوعي بالذات مما مهد لظهور نصوص سيريه في الربع الأول من القرن العشرين مثل مذكرات محمود القباني ،ومذكرات يوسف ميخائيل ،ومذكرات بابكر بدري 2. . قسم الباحث – وفقاً للقراءة النصية المذكرات في الأدب السوداني الى مذكرات سياسية تاريخية ، ومذكرات شخصية ، ومذكرات جانبية ، وتمكن من تحديد الهوية النصية للسير الذاتية من خلال تصنيف ثلاثي تضمن : السير الذاتية الفنية ،والسيرة الذاتية الجانبية ،والسيرة الذاتية الروائية . 3. تشكلت اللغة التي دونت بها النصوص قيد الدراسة بخصوصية أدب الكتابة عن الذات حيث ظهر على متنها تذويت الكتابة ، ونزعة الحجاج والجدل والإقناع ، وجلها استراتيجيات لغوية تتسق مع نزعة التبرير ، والدفاع عن الذات ، والرفع من شانها . 4. هيمن ضمير المتكلم على أغلب السير والمذكرات ،والقليل منها روى بضمير الغائب ، كما تباينت أساليب السرد في النصوص ، وكذلك أنماط السرد التي احتوت الوظيفة التنسيقية ، والبلاغية ، والجمالية ، والأيدلوجية ، والتعبيرية . 5. تباينت دوافع كتاب المذكرات والسير من دافع عقلي وعاطفي أو الكتابة بناءًا على رغبة الأبناء والأصدقاء ومجابليهم ،وكذلك تباينت اعترافاتهم وبوحهم فيما يتعلق بقصص حياتهم ويعزي ذلك إلى محاذير تتصل بالقيم الدينية ،والأعراف الاجتماعية والرقابة الذاتية خاصة في محرمات الدين ، والجنس والسياسة عدا بابكر البدري وحسن عثمان الحسن . 6. غيبت بعض هذه النصوص مرحلة الطفولة ، وكان حضورها جزئياً في نصوص أخرى ، وحققت حضوراً متكاملاً في السيرة الذاتية لمزمل سلمان غندور وبشير حمد . 7. تجاوز فن كتابة السير والمذكرات مرحلة التأسيس وذلك عبر التراكم الكمي والنوعي لمجموعة مقدرة من السير والمذكرات مما يشير إلى هذا الفن قد رسخ في بيئة الأدب السوداني مع ضرورة التنبيه إلى اختلاف الكتاب في عملية النتاج السيري وحضور شخصياتهم بشفافية أو بشكل مستتر ، وأثبتت الدراسة أن السير والمذكرات كتبت من منظور محتشم باعتبار أن الحديث عن الأنا بغيض في الثقافة السودانية (شكار نفسو بليس ) وكذلك ( السترة والفضيحة متباريات ) . 8. أوصي الباحث بالاهتمام بدراسة السيرة الذاتية النسوية لما حققت من تراكم ، وإعداد ببلوغرافيا للسير والمذكرات في السودان .