Abstract:
بعد أن استعرضت في المبحث الأول من الفصل الأخير آراء د.شوقي ضيف وعلقت عليها بما فتح به الله علي انتقل للمبحث الثاني ملخَّصةً ما توصلت إليه من نتائج:
* أولا: من الواضح أن د. شوقي ضيف قد تأثر تأثراً واضحاً باين مضاء ويبدو هذا جلياً في أكثر من موضع بالكتاب – يقول د. شوقي ضيف (الأساس الثاني (إلغاء الإعراب التقديري) استضأت فيه بجوانب من آراء ابن مضاء في كتابه..)
وفي معرض حديثه عن إلغاء باب التنازع يقول (وقد حمل ابن مضاء في كتابه (الرد علي النحاة) حملة عنيفة علي نحاة البصرة والكوفة جميعاً لإقامتهم الباب علي أمثلة افترضوها ، ودعا إلي إلغائه ..)
ويمضي فيقول (وهاجم بالمثل ابن مضاء باب الاشتغال ..)
وخلال حديثه عن إلغاء عمل أن المصدرية في المضارع مقدرة قال: (وخطأهم ابن مضاء في ذلك قائلاً انه تقدير لا دليل عليه وهو محق في ذلك، مصيب غاية الصواب..).
وهكذا نجد أثار أبن مضاء واضحة كل الوضوح في كتاب (تجديد النحو) للدكتور شوقي ضيف.
* ثانياً: يميل الدكتور شوقي ضيف للتخفف من الإعراب في كتابه فهو قد الغي الإعرابيين التقديري والمحلي والغي الإعراب الذي لا يصحح نطقاً في رأيه فالغي تبعاً لذلك إعراب (لاسيما) وإعراب بعض أدوات الاستثناء – إعراب كم الاستفهامية والخبرية إعراب أن المخففة من الثقيلة وكأن المخففة.
وفي كل إعراب يحوز فيه أكثر من وجه نجد أن الدكتور يختار أيسر الوجوه ويسقط ما عداها ففي نعت اسم إن وتوكيده والبدل منه والذي أجاز فيه النحاة الرفع والنصب منع د.شوقي ضيف الرفع واكتفي بالنصب رغبة في التيسير – وفي تابع اسم لا النافية للجنس المبني (نعت أو توكيد أو عطف أو بدل) والذي أجاز فيه النحاة النصب والرفع – اكتفي الدكتور بالنصب وقد حذف تبعاً لذلك لغز (لا حول ولا قوة إلا بالله) والذي جاء في إعرابه خمسة أوجه – وحذف ما افترضه النحاة من جواز النصب والجر في نعت المضاف إلي المصدر إذا كان في المعني مفعولاً به مثل (إنصافُ المظلومِ البائس واجب) فمنع نصب نعت المظلوم (البائس) واكتفي بالجر فقط، وبالمثل حذف الدكتور ما ذكره النحاة في نعت المضاف لاسم الفاعل في مثل (زيد كاتب المقالة النقدية) فكاتب مضافة إلي المقالة من إضافة اسم الفاعل إلي مفعوله (والنقدية) نعت للمقالة مجرور مثلها وأجاز النحاة فيها النصب لأنها مفعول به معني ولكن د. شوقي يرفض ذلك ويكتفي بالجر فقط– ومثله جواز الجر والرفع في نعت المضاف إلي اسم المفعول في مثل (زيد مهموم النفس اللطيفة) فقد أجاز النحاة الجر في كلمة اللطيفة كما أجازوا الرفع لان (النفسَ في الأصل نائب فاعل مرفوع في المعني ولكن د. شوقي يرفض ذلك ويمنعه وحيت يتحدث د. شوقي عن الاستغاثة يقول (.. ويكفي إلحاقها بباب النداء دون محاولة لإعرابها ..).
وكذلك حين يتحدث عن الندبة يقول (.. وقد ألحقت هي الأخرى بصيغ باب النداء دون محاولة لإعرابها).
وهكذا نجد أن الدكتور شوقي ضيف يقف في بداية الطريق الذي يفضي به أخيراً إلي التخلص تماماً من الإعراب وهذا توجه خطير يهدد العربية – يقول احمد عبد الغفور العطار و(وما الفارق بين الفصحى والعامية ؟ أهي الألفاظ؟ أهي المعاني؟ أهي الأصوات؟ ..) يمضي فيقول (..والمعاني لا تحدد الفصحى ولا العامية ، وكذلك الأصوات والفارق الوحيد بينها هو الإعراب فإذا ألقيته فقد ألقيت العربية في كل أثارها الفصيحة ابتداء من القرآن الكريم ) .
* ثالثاً: في سبيل إرساء قاعدة جديدة همها التجديد والتيسير نجد أن الدكتور شوقي ضيف لا يبالي أن يحرك الثوابت أو أن يعتدي علي إرثنا الذي نعتز به ويتضح ذلك في إلغائه لصيغة الاختصاص وضمها إلي باب التمييز قائلاً: (وكل ما قد يلاحظ أن تميز هذه الصيغة معرفة ، ولا ضير في ذلك .. )
ويتضح أيضا في إلغائه باب الترخيم الذي عده الدكتور شوقي لهجة عربية قديمة يجب هجرها – وما هذان المثالان إلا قليل من كثير.
......