Abstract:
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن النظام اللغوي لتركيب بعض صورالجُملة في الشعر الفلسطيني الحديث عند الشعراء الفلسطينيين الثلاثة، وعرضه على قواعد التراث النحوي الذي اقرّه علماؤنا القدامى لمعرفة ما اتفق من هذا النظام مع قواعد اللغة، وما اختلف منها؛ لذلك قام الباحث بإجراء دراسة تطبيقية للتعرف على بناء الجُملة في شعر ثلاثة شعراء فلسطينيين هم: إبراهيم طوقان (1905-1941م)، وبرهان الدين العبوشي (1911-1993م)، وراشد حسين (1936-1977م).
ولعل السبب المباشر الذي دفع الباحث لاختيار هذا الموضوع هو عدم قيام دراسة لغوية تُعنَى بتراكيب الجُمل ميدانها الشعر الفلسطيني.
وقد قام الباحث بتحليل الدواوين الشعرية الخاصة بالشعراء الثلاثة، واستخراج الجمل الخبرية والإنشائية، والشرطية، وقام بفرزها، وإحصائها، وتبويبها، وعرضها بطريقة منظمة، وفق أنماط تركيبية خاصة بأنواع الجمل.
واقتضت الدراسة تقسيم البحث إلى فصول خمسة مسبوقة بتمهيد، ومشفوعة بخاتمة، وقامت هذه الفصول على مباحث والمباحث على مطالب.
وتمّ الحديث في التمهيد عن مصطلحي: البناء والجُملة في اللغة والاصطلاح، وذلك من خلال العودة للمعاجم اللغوية، والكتب المختصة، وتبين للباحث أنّ الجُملة تحتاج إلى ثلاثة أركان كي تنبني، وهي: الكلمة، والنظام الضابط للكلمات، والفائدة.
ولقد خصص الباحث الفصل الأول للحديث عن شعراء الدراسة الثلاثة وأفرد لكل شاعر مبحثاً خاصاً به حيث تمّ الحديث بشكل موجز عن حياة كل شاعر، و ثقافته، وعلمه، وشعره، وآثاره، والهدف من ذلك إعطاء القارئ فكرة عن هؤلاء الشعراء.
أمّا الفصل الثاني، فقد خُصص للحديث عن الجُملة عند النحويين والبلاغيين، وعن أقسام الجُملة باعتبار الصدّر، والوصف، والإعراب، والأسلوب، والبنية، وقد قام الباحث بعرض آراء النحاة، والبلاغيين، والباحثين، حول الجُملة ومناقشتها مؤيداً بعضها ومخالفاً الآخر، وأثيرت في هذا الفصل قضية الكلام والجُملة، وهل هما مصطلحان مترادفان أم مصطلحان مختلفان.
وانعقد الفصل الثالث للدراسة التطبيقية للجملة الخبرية على شعر الشعراء الثلاثة، وتألف من ثلاثة مباحث، أمّا المبحث الأول، فقد تناول الجُملة الخبرية المثبتة سواء أكانت أسمية أم فعلية، وتمّ عرض أنماط كل جملة، وقضاياها ضمن مطلب خاص بكل جملة منها .
وفي المبحث الثاني، تحدث الباحث عن الجُملة الخبرية المنفية، وتكون هذا المبحث من مطلبين اختص الأول منها بالجُملة الاسمية المنفية، وتمّ خلاله عرض أنماط تراكيب الجُملة الاسمية المنفية بأدوات النفي، وكذلك الأمر في المطلب الثاني الخاص بالجُملة الفعلية المنفية وتجدر الإشارة إلى وجود أدوات نفي خاصة بالجُملة الاسمية مثل: (لا) النافية للجنس، وأدوات نفي خاصة بالجُملة الفعلية مثل: (لم)، وأدوات مشتركة بينهما مثل: (لا) المُهملة، و(ما) المُهملة.
وفي المبحث الثالث، عرض الباحث الأساليب التي تُؤَكَّد بها الجُملة الخبرية سواء أكانت أسمية أم فعلية، وجعل أساليب تؤكيد الجُملة الاسمية في مطلب منفرد، وكذا مع الجُملة الفعلية المُؤَكَّدة، ومن أساليب التأكيد الخاصة بالجُملة الاسمية دخول (إنّ)، أو (أنّ) الناسختين على المبتدأ والخبر.
أمّا الجُملة الفعلية المُؤكَّدة، فتختص بأساليب لتأكيدها مثل: اقتران نون التوكيد بالفعل المضارع، ودخول (قد) على الجُملة الفعلية، وهنالك أساليب تؤكيد تشترك فيها الجملتان الاسمية والفعلية، مثل: أسلوب الحصر بـ (إّنما)، أو (النفي + إلا).
أمّا الفصل الرابع، فقد خُصص لدراسة الجُملة الإنشائية، وانقسم إلى مبحثين: تناول الأول منها أساليب الجُملة الإنشائية الطلبية، حيث وُضع كل أسلوب في مطلب خاص به، وتمّ عرض الأنماط التركيبية لهذه الأساليب، وهي: الاستفهام، والنهي، والأمر، والنداء، والتمني.
أمّا المبحث الثاني، فانعقد لدراسة أساليب الجُملة الإنشائية غير الطلبية، وهي: أسلوب القسم، وأسلوب المدح والذم، وأسلوب التعجب وتفرَّد كل أسلوب منها بمطلب خاص عُرضت فيه الأنماط التركيبية لكل أسلوب على حدة.
أمّا الفصل الخامس، فعالج الجُملة الشرطية، وهي جملة ذات تركيب خاص يتمثل بحضور أداة الشرط، ثمّ جملة الشرط، ثمّ جملة جواب الشرط، وكأن حدوث جملة الجواب مترتب على حدوث جملة الشرط.
وقد انقسم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث، خصص الباحث المبحث الأول للحديث عن أدوات الشرط الجازمة، الحرفية منها والاسمية، وأدوات الشرط الاسمية تأخذ وظيفة نحوية مثل: الابتداء ، والمفعولية ، والجر.
وأمّا المبحث الثاني، فتحدث الباحث فيه عن أدوات الشرط غير الجازمة سواء أكانت حرفية أم اسمية ولكنّ أسماء الشرط غير الجازمة تُنصب على الظرفية، ويعمل فيها فعل الجواب.
وفي المبحث الثالث تمّ عرض الأنماط التركيبية لجملة الشرط حيث عُرضت أنماط جملة الشرط المنعقدة مع كل أداة على حدة.
ومن خلال الدراسة لهذه الجُملة تبين أنّ هنالك بعض الجمل لا يصلح كونها جملة جواب مثل: الجُملة الطلبية، والاسمية، والمبدوءة بفعل جامد، وهنا لا بدّ من ربط جملة الجواب بحرف رابط، هو الفاء.
وختمت الدراسة بعرض النتائج والتوصيات التي توصل إليها البحث، ومن هذه النتائج على سبيل المثال لا الحصر ما هو آتٍ:
• توصل البحث إلى أنّ استخدام الجُملة الخبرية في اللغة أكثر من استخدام الجملتين الإنشائية والشرطية.
• أنّ بناء الجُملة في شعر الشعراء الفلسطينيين الثلاثة جاء موافقاً في الغالب للقاعدة النحوية التي أقرها النحاة.
• توصل البحث إلى وجود بعض القضايا التي خالف فيها الشعراء الفلسطينيون القاعدة النحوية مثل: صرف الممنوع من الصرف، وتصغير اسم التعجب.
ومن التوصيات التي يوصي بها الباحث ما هو آتٍ.
• إجراء المزيد من الدراسات الخاصة باللغة الشعرية عند الشعراء الفلسطينيين كي تكون الصورة أكثر وضوحاً، والحكم أكثر دقة.
• يوصي الباحث باستخدام الأمثلة الشعرية الحديثة ضمن المناهج التربوية الفلسطينية، لأنّ لغتها سهلة فيستوعبها الطلبة بيسر.
• إجراء دراسات على الشعر الفلسطيني متخصصة بكل جملة على حدة.
وأخيراً اعتمد الباحث في دراسته هذه على مجموعة من كتب التراث النحوية القديمة، والكتب النحوية الحديثة ، وقد أُثبتت هذه المصادر والمراجع في آخر البحث.