Abstract:
يحظى موضوع المديونية الخارجية للبلدان النامية باهمية كبيرة ليس فقط على المستوى المحلى لبلدان العالم الثالث وانما على المستوى الدولى والأمم المتحدة. بسبب تفاقم المديونية وتحولها الى ازمة مستعصية تعصف باقتصاديات البلدان النامية وتلحق بها مصائب اجتماعية وخرابا اقتصاديا.
منذ انفجار ازمة المديونية الخارجية في صيف عام 1982 وما تمخض عنها من تداعيات اقتصادية وسياسية واثار سلبية، برزت المديونية الخارجية كواحدة من اعقد المشاكل الاقتصادية في العصر الراهن، تنذر بالمزيد من المخاطر التى تجتاح الاقتصادات النامية في العالم الثالث، فبسبب الفجوة القائمة بين معدل الادخار المحلى المتواضع ومعدل الاستثمار لجأت البلدان النامية الى الاقتراض الخارجى لتلافى هذه الفجوة، وتعتبر مديونية العالم الثالث مأزقا تعيشه البلدان النامية منذ بداية الثمانينات كنتيجة لتبنى هذه الدول لاستراتيجيات الاعتماد على التمويل الخارجى، وعلى الرغم من ان معظم البلدان المدينة ابدت عجزا في الوفاء بالتزاماتها المالية، فقد واصلت البلدان الصناعية المتقدمة التساهل واغراق البلدان النامية بالقروض لتوريط هذه البلدان بمديونية ثقيلة وايقاعها في فخ المديونية التى تعتبرها منفذا للتسلل الى العالم الثالث والتدخل في شئون البلدان المقترضة، فقد تطلبت الدراسة التحليلية لموضوع الديون الخارجية وتسليط الأضواء على جوانبها المختلفة بالتركيز على حالة السودان فقد تم تقسيم البحث الى فصل تمهيدي واربعة فصول تضمن الفصل التمهيدي مقدمة لواقع المديونية الخارجية للبلدان النامية، وتراكم الدين الخارجى وتحويله الى احجام كبيرة مقترنة بتعاظم خدمة الديون التى اخذت تمتص مبالغ ضخمة كاقساط وفوائد، كما تضمن مشكلة البحث واهميتها واهدافها وفرضيات البحث وبحوث سابقة وانصب اهتمام الفصل الأول على الاطار النظرى لمشكلة المديونية واثرها على الدول المقترضة،،فتضمن ثلاثة مباحث، ركز المبحث الاول على التحليل الكلاسيكى للدين الخارجى فيما ركز المبحث الثانى على عرض عام لازمة المديونية الخارجية للبلدان النامية، وتطرق المبحث الثالث الى الاسباب التى أدت الى نمو وتفاقم الديون الخارجية.
اما الفصل الثاني فتناول بالدراسة والتحليل خلفية الاقتصاد السودانى في الفترة الاستعمارية الممتدة من عام 1900 حتى استقلال السودان عام 1956. وتضمن خمسة، مباحث المبحث الاول تناول السياسة البريطانية في حكم السودان وتناول المبحث الثانى السمات العامة للاقتصاد السودانى في الفترة الاستعمارية اما المبحث الثالث فتطرق الى البنية الاقتصادية والاجتماعية للاقتصاد السودانى، وناقش المبحث الرابع السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكم الاستعمارى في السودان أما المبحث الخامس فركز على التمويل والاعمار في الفترة الاستعمارية.
وخصص الفصل الثالث لدراسة الديون الخارجية للسودان واثارها الاقتصادية والاجتماعية وفي سبيل تناول الموضوع من جوانبه المهمة فقد قسم الفصل الى خمسة مباحث، تناول المبحث الاول تغلغل الرأسمال الاجنبى في الاقتصاد السودانى بعد مرحلة الاستقلال، واثر ذلك في زيادة المديونية الخارجية للسودان، وخصص المبحث الثانى الى تطور الديون الخارجية والاسباب والعوامل التى أدت الى مفاقمتها، وجاءت الآثار السلبية الناجمة عن الديون الخارجية وانعكاساتها على الاقتصاد السودانى في المبحث الثالث أما المبادرات الدولية للتخفيف من ازمة المديونية الخارجية ومدى استفادة السودان منها فتناولها المبحث الرابع الذي تطرق الى المبادرات الدولية من الديون الخارجية.
وجاءت الحلول المقترحة لاصناف ديون السودان الخارجية في المبحث الخامس الذي تضمن استراتيجية مقترحة لجهود السودان على الصعيد المحلى والقومى والدولى لمجابهة مشكلة مديونية الاقتصاد السودانى واخيرا الفصل الرابع فتضمن مبحثين
المبحث الأول : خصص للنتائج التى توصل اليها البحث.
المبحث الثانى : خصص للتوصيات.في سبيل مجابهة ازمة المديونية الخارجية وتجاوزها
واخيرا توصية ببحوث مستقبلية.