أثر التمويل الأصغر في التنمية الاجتماعية

Abstract

تعانى دول العالم الثالث من ارتفاع حدة الفقر في مجتمعاتها وذلك لانعدام وسائل الإنتاج فيها خاصة فيما يتعلق بالعملية التمويلية (رأس المال), وتتمثل مشكلة البحث في دراسة أثر التمويل الأصغر المقدم من المصارف الإسلامية للتنمية الاجتماعية وبالتالي التقليل من حدة الفقر في المجتمع. حيث تهدف الدراسة إلى التعرف على مؤسسات التمويل الاسلامى وكيفية عملها وإبراز دورها وأهميتها في محاربة الفقر من خلال تقديم خدمات التمويل الأصغر. كما تتعرض الدراسة إلى دور بنك السودان المركزي من خلال التعرف على وحدة التمويل الأصغر بالبنك المركزي والدور الهام الذي يمكن أن تلعبه في توجيه المصارف نحو أفضل الممارسات في مجال التمويل الأصغر. ومن أهم الفرضيات التي قامت عليها الدراسة أن للمصارف الإسلامية دور كبير في التقليل من حدة الفقر المجتمع وذلك بزيادة مساهمتها في معدلات التمويل للمشروعات الصغيرة وان نسبة التمويل التي تمنحها المصارف الإسلامية لتمويل المشروعات الصغيرة مقارنة بالقطاعات الأخرى ليست بالقدر الذي يؤدى إلى رفع مستوى المعيشة لقطاع مقدر من أفراد المجتمع. اعتمدت الدراسة في تقصى المعلومات لمعرفة دور المصارف الإسلامية في معالجة الفقر ورفع مستوى المعيشة على دراسة تطبيقية ارتكزت على محورين ,الأول تحليل بيانات تمويلية من ثلاثة مصارف إسلامية والثاني تحليل استبيانات تم توزيعها على شريحة ممن تحصلوا على تمويل صغير وذلك من مناطق متفرقة داخل ولاية الخرطوم وبعد تحليل هذه البيانات توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج ومن أبرزها أن المساهمة المقدمة من المصارف الإسلامية لعملاء التمويل الأصغر قليلة مقارنة بالقطاعات الأخرى كما أن ارتفاع الرسوم الحكومية بمختلف أشكالها من اكبر المعوقات التي تجابه عملاء التمويل الأصغر خاصة قطاع الحرفيين كذلك أن غالبية المصارف تعتمد على صيغة المرابحة كصيغة رئيسية لتمويل عملاء المشروعات الصغيرة. وعلى ضوء نتائج الدراسة قدمت الدراسة العديد من التوصيات من أهمها بث الوعي في المجتمع وتثقيفه حول برامج التمويل الأصغر حيث يجب التفريق بين التمويل والمساعدات الإنسانية كما يجب تغطية كافة المناطق خاصة النائية منها من خلال إيجاد مكاتب وفروع تعمل على توفير وقت وجهد أصحاب المشروعات الصغيرة ,وذلك لقدرة المشروعات الصغيرة على التكيف في المناطق النائية الأمر الذي يحد من ظاهرة البطالة الريفية ما يجب التركيز على التمويل وفق صيغة المشاركة لما لها من عدالة للمصرف والعميل إضافة إلى توفير فرص مشاركة البنك في الإدارة والاستفادة من خبرته الإدارية والتسويقية وعلى مؤسسات التامين الإسلامية إن تلعب دورا في تنمية الصناعات الصغيرة وذلك بتبسيط إجراءات التغطية التأمينية.