Abstract:
بلاد الحبشة دخل إليها الإسلام منذ عهد النبوة في زمن النجاشي، وما زال الدين الإسلامي بها، ولكن اعترى المسلمين كغيرهم من البلدان التي طغا فيها التنصير فضعفت جذوة الدين، واختلف العلماء في الفتاوى مما انعكس سلبا على المعتنقين للإسلام، وأهمية هذا البحث تكمن في كون اتفاق العلماء في أمور الدين هو الأصل المطلوب في الإسلام، وله الأثر البالغ في نجاح العمل الإسلامي وترشيده. والفتاوى الجماعية في الوقت نفسه تعوض عما قد يتعذر اليوم من قيام الإجماع ويسد إلى حدّ كبير الفراغ الذي يحدثه غياب المجتهد المطلق، ومشكلة البحث هي: ما هي آثار إختلاف العلماء في الفتوى؟ وتقع حدود هذا البحث المكانية والزمنية : في بلاد الحبشة بدون تحديد فترة زمنية .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث أن الفتوى من المهام الإسلامية الجليلة، والأعمال الدينية الرفيعة، والمسئولية الشرعية الجسيمة، يقوم فيها المفتي بالتبليغ عن رب العالمين، ويؤتمن على شرعه، ودينه؛ وهذا يقتضي حفظ الأمانة، والصدقَ في التبليغ، لذا وُصف أهل العلم، والإفتاءِ بأنهم: ورثة الأنبياء والمرسلين، الموقعون عن رب العالمين، الواسطة بين الله وخلقه، ووجوب الاعتصام بالكتاب، والسنة، وعدم الاختلاف فيهما، والنهوض الحضاري بالأمة، وتوثيق صلة الأمة بعلمائها، والإرشاد، والتوجيه التربوي.
ومن أهم التوصيات التي يناشد بها الباحث الدولة، ويوصي بها علماء الحبشة، تأهيل المفتين، وبنائهم بناء علمياً، بإقامة برامج علمية متخصصة في هذا المجال، والعناية بتدريس مقررات خاصة بالفتاوى في الكليات الشرعية المتاحة، وضرورة تنظيم واقع الفتوى، وتوجيه المستفتين إلى أخذ الفتوى من العلماء الراسخين، وإنشاء مجمع فقهي يعنى بالفتاوى، وخاصة بأحكام النوازل، والقضايا الكبرى، والمسائل الشائكة، وفتح قنوات فضائية خاصة بالفتوى تخاطب المسلمين باللغات المحلية.