Abstract:
تهدف هذه الدراسة إلى بيان العناية التي حظي بها النبات في القران الكريم وتوضيح الصورة التي رسمها القران الكريم للنبات والتي فاقت إبداع وتصور الفنانين والعلماء بمختلف تخصصاتهم .
فالنبات دليلُ ُ على وجود الله سبحانه وتعالى ومؤيدُ ُ لصحة رسالة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم ) .
وتظهر أهمية الدراسة في دعوة المسلمين والأجيال القادمة إلى كتابي الله المقروء والمنظور القران الكريم والكون بما فيهما من آيات يزداد معها الذين امنوا إيمانا وتكون حجة على الملحدين والجاحدين من أعداء الدين وخصوصا ما يتعرض له اليوم القران الكريم والإسلام من هجمة شرسة من قبل الغرب .
وتظهر أيضا في بيان فوائد العديد من النباتات والأشجار والحبوب الوارد ذكرها في القران الكريم ، فمن الفواكه ( العنب و التين والرمان ) ومن الخضار ( البصل والقثاء ) ومن الأشجار ( الزنجبيل والكافور ) ومن الحبوب ( القمح والشعير ) واتضح أن السبب الأول لحياة الإنسان هو الماء وتشاء حكمة الخالق جل وعلا أن يكون غذاء الإنسان من جنس ما خلق منه آلا وهو الماء ، مصدقا لقوله تعالى ﴿ َوجَعَلْنَا مِنَ ألْمَاّءِ كُلَّ َشْيءِ حَيَّ﴾ .
وتظهر الأهمية في الدعوة أيضا إلى الرجوع الزراعة والاخضرار والاهتمام بالنباتات لما لها من أهمية في حياتنا الدينية والدنيوية .
واعتمد الدارس في ذلك على تجميع الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر لفظ النبات بشكل مباشر أو غير مباشر .
وفى ذلك تعرض الدارس إلى الحديث عن علاقة النبات بحياة الإنسان وموته في الآيات المكية والمدنية ، والحديث عن دور النبات في الجنة فضلا عن دوره في النار واتضح أن النباتات في الجنة تشمل الفاكهة وغيرها ، أما في النار فتشمل الضريع والزقوم .... الخ .
والنبات – من الناحية العقائدية – بوصفه كائن حي فهو مسبح بحمد الله تعالى دائما وأبدا في خضوع تام وانقياد كامل ليصرفه كيف يشاء ويبتغى به غاية ما يريد .
ولعب النبات دورا في القصة القرآنية فكان عوناً للأنبياء والصالحين وعذابا وانتقاما لمن عصى الله سبحانه وتعالى واتخذ النبات طرفا فيما يسوقه القران الكريم من الأمثال فكانت لونا من ألوان الهداية الإلهية وبيان الإعجاز العلمي كما عبر عنها القران الكريم بلفظ أية أو مثل وخاصة في أواسط العهد المكي الذي اشتد فيه الجدل والمكابرة .
وخلص الدارس في ذلك إلى عدد من النتائج من أهمها :-
* إن المفهوم والدلالة للنبات في الآيات المكية يختلف عنه في الآيات المدنية ، يختلف فى الجنة عنه في النار ، يختلف في القصة القرآنية عنه في الأمثال القرآنية .
* إن النباتات من الكائنات الحية التي تسبح الله سبحانه وتعالى بلسان الحال دائما وأبدا .
* إن إعجاز القران الكريم إعجاز تجددي فقد يدرك أهل عصر ما لا يدركه أهل عصر آخر والتحدي عام يشمل العرب وغير العرب ، يشمل المسلمين وغير المسلمين .
فسبحان الله الذي أودع في هذه البذرة الحياة حتى نمت وأعطت الساق والأوراق ثم الأزهار والثمار.
فسبحان الله وحده والحمد لله ،،،،،