Abstract:
لقد تضمن البحث: مقدمة وبابين، وهذه الخلاصة، وخاتمة وقائمة بالفهارس..
وقد تناولت المقدمة: أهمية الأمثال، والأمثال القرآنية خاصة، واهتمام الباحثين بها قديماً وحديثاً، وتعرضت لأهم المؤلفات والبحوث التي تناولتها، ومناهج الباحثين فيها، ومن ثم انتهيت إلى عرض المنهج الذي اتبعته في بحثي هذا.
أما الباب الأول، فقد اختص بالمَثَل وعلاقته بغيره، فاشتمل على فصلين، تناول الأول:
(1) معنى المثل أ: معناه في معاجم اللغة. ب: في كتب التفسير. ج: ما انتهيت إليه. وانتهيت إلى أنه من المثل، أو النموذج، ويؤدي معناه، وليس من الحكم والسيطرة، أو البروز والشخوص.
(2) ضربه: وانتهيت إلى أنه معنى صوغة وإنشائه، وليس الاستشهاد به. وإطلاقه على الاستشهاد به من قبيل التوسع، والتسامح في دلالته. واختير له الضرب لعدم تغيره عما صيغ عليه، كالطبيعة أو السجية التي لا تتغير عما هي عليه، والتي أطلق عليها العرب لفظ الضريبة، وليس اختيار الضرب له، لضربه آذان المستمعين، أو لنصبه، من ضرب الخيمة، أو لمضرب المضرب بالمورد، من ضرب الدراهم وتأثير السكة فيها.
(3) غرابته: انتهيت إلى أن المقصود بها: الطرافة الباعثة على الإعجاب، لا الغموض والإبهام.
(4) حكايته: أو عدم تغيره: انتهيت إلى أن لكل نوع من الأمثال أسباباً خاصة بها، حالت دون تغيرها، وأوضحت قصور ما ذكره البلاغيون، من أن عدم تغيرها راجع لمجيئها على سبيل الاستعارة.
(5) أهميته: وقفت على أكثر ما قيل فيها، وأضفت أهميته النفسية، المتمثلة في كون الأمثال عوناً للإنسان على الحياة، واستجابة لدواعي المعرفة فيه، وأنها بمثابة المفاتيح لكثير من غرف الحياة المقفلة، التي يريد الإنسان التعرف على ما فيها.
(6) أنواعها: أوضحت قلة جدوى التمييز بينها بحسب طولها وقصرها، والظرف الذي قيلت فيه، وضاربيها وطبقاتهم، وآثرت حصرها في قسمين رئيسيين، أمثال عفوية، ومقصودة، وينطوي تحت كل منهما: المثل الموجز السائر، حِكَمِيّاً كان وغير حِكَمي، والمثل التشبيهي أو التمثيلي، والمثل القصصي الخرافي وغير الخرافي.
أما الفصل الثاني: فقد تناولت فيه علاقة المثل بالحكمة، والتشبيه أو التمثيل، والقصة، وانتهيت إلى أنه ليس بالإمكان عَدّ كل مثل حِكمة، ولا كل حكمة مثلاً، وكذلك الشأن مع التمثيلات والقصص.
ولقد تضمن الباب الثاني ثلاثة فصول:
اختص الأول منها بالتعريف بالمثل القرآني، فتناول:
(1) المِثْل والمَثَل في الاستعمال القرآني، وانتهيت إلى أن القرآن يفرق اللفظين تفريقاً لا يدع مجالاً للخلط بينهما.
(2) الآيات التي ورد فيها لفظ المثل صراحة حسب ترتيبها في القرآن، والأمثال من هذه الآيات بحسب ترتيبها في القرآن، وبحسب ترتيب نزولها.
واختص الثاني منها بتفسير آيات الأمثال مكيها ومدنيها.
واختص الثالث منها
(1) بعدد الأمثال القرآنية، ومناقشة ما قيل فيه، وتبيان قلة جدوى حصرها في عدد معيّن لا تنقص عنه، ولا تزيد عليه، وصعوبة هذا الحصر.
(2) أنواعها: الأمثال القرآنية كلها أمثال مقصودة، وهي: ظاهرة وكامنة.
(3) الموضوعات التي عالجتها: تبينت أنها عالجت مسائل مهمة من أمور الدعوة الإسلامية فعالجت الحياة الدنيا، والأخرى وعلاقة الناس بالناس، وعلاقة الناس برب الناس.
(4) الغرض من ضرب الأمثال.
(5) أهميتها من القرآن نفسه: رأيت أن الله لم يهلك قوماً إلا بعد ضربه الأمثال لهم، وعدم اتعاظهم بها، كما لم يهلك قوماً إلا بعد بلوغ رسالته إليهم، وتكذيبهم بها، وإعراضهم عنها، فكأن الأمثال وسائل إيضاح لما في رسالات السماء من أفكار، وأنها من لوازم النبوة ومتطلباتها.
وختاماً أرجو أن أكون قد وفقت في إلقاء الضوء على أمثال القرآن الكريم، وتفسيرها، وإبراز ما لها من أهمية.