Abstract:
تناول البحث ظاهرة التمرد في العصر العباسي في القرنين الثالث والرابع .
والتمرد ما هو إلا تحدٍ ومعارضة ، موجه ضد وضع من الأوضاع ، وضد المسؤول عن هذا الوضع...
كان الهدف من هذا البحث هو جمع وتصنيف وتحليل المعلومات الخاصة بظاهرة التمرد .
سار البحث في تحقيق أهدافه مستخدما الأسلوب الوصفي التحليلي في الكشف عن أسباب هذه الظاهرة وأشكالها المختلفة مع استنطاق النصوص الشعرية التي تتناولها سواء أكانت من دواوين الشعراء أو أمهات الكتب .
وكان من نتائج البحث أن هذه الظاهرة سادت بشكل لافت للنظر في القرنين الثالث والرابع ، وقد اجتمعت أسباب مختلفة لظهورها منها تغلغل العنصر الأجنبي الذي شارك العرب في مختلف مجالات الحياة...وسوء الإدارة وضعفها في الجهاز الحاكم...بالإضافة إلى النمو الفكري والانفتاح على الثقافات الأجنبية وتساهل السلطة مع العقائد المختلفة مما أدى إلى التحلل الحضاري واصطراع الأفكار. كما أن فساد النظام الاقتصادي الذي نجم عنه الفقر والمجاعات أدى إلى ثورة عارمة .
تبين من خلال الدراسة أن لظاهرة التمرد أربعة أشكال :
أولا:التمرد السياسي الذي انبثق عنه فئات سياسية تبغي التمرد والانقلاب من هذه الفئات ، الأتراك ورجال الدولة والساسة والزنج وبعض القبائل العربية،في ظل ذلك صور الشعراء تمرد تلك الفئات؛لما قامت به من فساد وظلم وجرائم .
ثانيا :التمرد الديني،حيث ساءت الأحوال الدينية نظرا لظهور فرق التمرد المذهبي المتمثل في أهل السنة والعلويين والزهد والتصوف وفرق التمرد العقائدي المتمثل في الكتل الموالية لأعدائهم كالقرامطة والزنادقة،فأعلنت تلك الفرق التمرد والثورة متذرعة بأسباب مختلفة فتلاحقت حملات الإيقاع والتنكيل .
ثالثا :التمرد الاجتماعي فقد كان لظلم الحكام وجشعهم وشيوع نظام الاقطاع أن انبثق عنه الفقر والمجاعات ، مما أدى إلى ثورة عارمة قادتها جماعات من المجتمع العباسي:الكدية والعيارين والشطاروالطفيليين...
رابعا :التمرد الأدبي فقد شهدت العملية الشعرية تحولا نوعيا في السمات الثورية للتراث الأدبي العربي ، فاتخذ الشاعر سلاح التمرد ليؤكد فرديته واستقلاله ويحقق وجوده الذاتي والفني ، فثار على الشكل الفني للقصيدة ، كما ثار على الصورة الشعرية الموروثة فأتى بصور شعرية مبتكرة .
وفي نهاية البحث تم استخلاص أبرز الخصائص الفنية لشعر التمرد والثورة والتي اتسمت بالمحافظة حينا والجدة والابتكار حينا آخر، سواء أكان في مجال اللغة أو الصورة أوالإيقاع .
