Abstract:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فهذا البحث بعنوان: قواعد دفع التعارض بين مختلف الحديث عند الإمام الشوكاني رحمه الله، وقد اشتمل على النقاط التالية:
- ترجمة الإمام الشوكاني فهو: محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني اليمني اليعربي، المولود في هجرة في بلدة تقع إلى الجنوب من هجرة الشوكاني القريبة من صنعاء سنة (1173هـ)، والمتوفى سنة (1250هـ) في مدينة صنعاء عن عمر ستٍّ وسبعين سنة وسبعة أشهر، ونشأة الإمام الشوكاني رحمه الله نشأةً كريمة على العفاف، والطهر، وما زال مذ دبّ ودرج يجمع الشتات، ويحوز المكرمات، ومن صفاته الخَلقية أنه كان متوسط الطول، كبير الرأس، عريض الجبهة، بادي الصحة، موفور العافية، أما صفاته الخُلُقية فكثيرة جداً، وهي ما أهلته لأن يكون إماماً ومصلحاً، وقد تولى رحمه الله أعمالاً كثيرة جعلت منه محط أنظار العلماء وطلبة العلم، بل حتى حكام البلاد والعامة، حيث كان له الأثر عليهم، وقد ذكر الإمام الشوكاني رحمه الله بعض ما كان يقوم به من تلك الأعمال، حيث كان منشغلاً في جميع أوقاته بالعلم درساً وتدريساً، وإفتاءً وتصنيفاً، وتولى كذلك مسؤولية القضاء، ويعدّ رحمه الله من العلماء المبرِّزين في علوم كثيرة، ولاسيما علوم السنة والتفسير والفقه؛ وقد تتلمذ على يد الإمام الشوكاني رحمه الله جماعة كثيرة من طلبة العلم، وأعلام المحققين، وقد كثُر تلاميذه والآخذون عنه، وقد بذل رحمه الله جهوداً كبيرة وجبّارة في مجال التأليف والتصنيف، وكان يؤلّف كتبه لأهداف محددة، وأغراض سامية عالية، وهو رحمه الله من المكثرين في التأليف، وقد تميز المنهج العلمي للإمام الشوكاني رحمه الله بكثير من المميزات العلمية ومن أهمها:
نبذ التقليد والجمود، والدعوة إلى الاجتهاد وترك التعصب، والتأثّر بمنهج العلماء المجددين من السلف والخلف رضوان الله عليهم، وكذلك تقديره للعلماء السابقين والاعتراف بفضلهم، والدعوة إلى العقيدة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه (ص)، ويُعدّ كتابا: نيل الأوطار وإرشاد الفحول من أشهر كتب ومؤلفات الإمام الشوكاني رحمه الله، ولذلك فقد قمتُ بدراستهما.
- أن علم مختلف الحديث فنٌ من أهمِّ الأنواع، ويضطرّ إلى معرفته جميع العلماء، وقد جمع بين علمي الحديث والفقه، ومسالك دفع التعارض بين مختلف الحديث عند الجمهور هي: الجمع أولاً، فإن تعذر فالنسخ، ثم الترجيح، وقد سلك الإمام الشوكاني مسلك الجمهور في دفع التعارض، وقد عرضت لذلك، وبينته بالأمثلة المستمدة من كتاب: نيل الأوطار، أن للجمع سبعة شروط، وللنسخ ثمانية شروط، وللترجيح أربعة شروط لا بد من مراعاتها، وقد ذكرتها وبينتها بالأمثلة.