Abstract:
لما كان معتقد السلف الصالح ، مأخوذ من معين صاف -الكتاب والسنة- دون معارضة العقل للنص الثابت ، أو صرفه عن حقائقه ، وحمله على المجاز كما فعل بعض المسلمين مما جعلهم يقرون ببعض آيات الله وينكرون بعضها من غير فرقان مبين ، ويلجأون إلى التأويل ، الذي عمت آثاره كثيرا من النصوص في أزمان متتالية، ويتجدد العمل به من زمن إلى آخر تبعا للأهواء ، ومن هذا المنطلق آثرت أن أساهم بالكتابة في ( التأويل في الصفات الإلهية وموقف السلف منه ) لكون هذا الموضوع قديم متجدد في ميادين العلم والبحث الأكاديمي ، وحددت لمسار بحثي المنهج الاستقرائي التحليلي ، حيث ركزت على الإطلاع ومراجعة ما كتب في صفات الله ، وما كتب عن التأويل ومعانيه في اللغة وعند أهل النظر وموقف السلف الصالح من ذلك كله ، متجنباً الشبهات حتى لا أقرها في ذهن القارئ بل يجد الجواب في سياق البحث إن شاء الله ، وقد جعلت البحث في مقدمة ، وتمهيد ، ثم ثلاثة أبواب ، وخاتمة ، وكانت على النحو التالي :
المقدمة اشتملت على أسباب اختيار الموضوع ، والخطة التي سرت عليها فيه ، ومنهج البحث ، ثم التمهيد أشرت فيها إلى أهمية البحث في التأويل ، ثم معنى التأويل لغةً واصطلاحاً ، والأسباب التي دعت إلى التأويل ، ومعنى الصفات لغةً واصطلاحاً ثم التعريف بالسلف .
والباب الأول : بينت فيه التأويل كما جاء في القرآن والسنة ، وأنواع التأويل ثم تعريف الحقيقة والمجاز وصلتهما بالتأويل ، وبيان معنى المحكم والمتشابه وصلتهما بالتأويل.
وفي الباب الثاني تطرقت إلى التأويل عند الفلاسفة وأقوالهم في الصفات الإلهية ، وكذا المعتزلة ، والأشاعرة ، والباطنية.
أما الباب الثالث: فقد تضمن في فصله الأول معنى التأويل عند السلف، وموقفهم منه، وشروط التأويل، ومنهج السلف في إثبات الصفات، وأسباب ترجيح مذهب السلف على غيره من المذاهب، وآثار الإيمان بالصفات الإلهية والعمل بمقتضاها . وتطرقت في الفصل الثاني إلى تقسيم الصفات إلى ثبوتية وسلبية ، والثبوتية قسمت إلى صفات الذات ، وصفات الأفعال ، واشتمل الفصل الثالث على تحقيق مذهب السلف في الصفات الإلهية ، ثم ختمت البحث بذكر آثار التأويل ، والنتائج التي توصل إليها البحث ، راجياً من الله أن ينفع بها ،،،