Abstract:
البناء المؤسسي للأوقاف وأثره على الدعوة الإسلامية في السودان ، بحث جاء نتيجة ملاحظة واقعية لضعف دور الأوقاف في مجالات الحياة عامة والدعوة الإسلامية على وجه الخصوص .
فكانت هذه الدراسة بغرض تعميق الإحساس بأهمية دور الأوقاف في حياة الأمة المسلمة عامة والدعوة في السودان على وجه الخصوص ، وتكمن أهمية هذه الدراسة في معالجتها لمسألة الوقف من منظور مؤسسي دعوي اجتماعي بعيدًا عن كونه تجربة فقهية قانونية أو حضارية تعتز بها الأمة .
ومن أجل ذلك كان منهج معالجة الموضوع من خلال المنهجين الوصفي والاستنباطي . حيث استقرأ الباحث دور الوقف التاريخي واستنبط الدروس والعبر التي يمكن أن يقوم بها الوقف في حاضر الأمة لخدمة الدعوة .
فجاءت نتائج الدراسة كما يلي :
1/ الأوقاف مؤسسة اجتماعية أصيلة في المجتمع الإسلامي أصالة هذا الدين ، وهي ذات علاقات كثيفة مع أجزاء النظام الاجتماعي وتنشأ عادة عن طريق قراءة حاجات المجتمع ومقاصده فتتولد في شكل أوعية تكافلية ، شكلت بمرور الزمن وجهًا مشرقًا لفعل الخيرات فيما يعرف بالصدقة الجارية ، وهي بذلك ذات صلة وثيقة بحركة المجتمع وذات أثر فيه .
2/ وجوب أهمية الاهتمام بتطوير مصدر التمويل الأساسي لهذه الدعوة وهو الأوقاف ، من خلال تطوير وابتكار صيغ تمويلية جديدة ، تكون ذات أثر أكبر من الصيغ القديمة التي نشأت في عهدها الأول .
3/ الالتزام بشروط فاعلية الأوقاف ( إرادة الواقف ، الشخصية الاعتبارية ، المؤسسية ، التمويل المستقل ) يجعلها مستجيبة لمواكبة كل المستجدات الدعوية التي تطرأ بتطور الحياة المدنية .
4/ البناء المؤسسي للأوقاف ( التكوين الإداري ، المؤسسية ، التشريعات ، الكوادر البشرية ذات الكفاءة ) هو منصة انطلاق الدعوة الإسلامية في مواجهة تحديات العصر .
ولذلك أوصى الباحث بجملة من التوصيات منها :
1/ ضرورة ابتكار نموذج مؤسسي لإدارة الأوقاف يقوم على فكرة الإدارة المجتمعية .
2/ توظيف الأوقاف لخدمة الدعوة وتوعية الناس وحفزهم عليها .
3/ البحث عن القوانين الاجتماعية التي شكلت الأوقاف قديمًا واستخلاص العبرة منها وتوظيفها في التخطيط المستقبلي لمؤسسات الأوقاف .