Abstract:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
(فإن أ ولى ما صرفت إليه العناية، وجرى المتسابقون في ميدانه إلى أفضل غاية، وتنافس المتسابقون وشمر إليه العاملون: العلم الموروث عن خاتم المرسلين ورسول رب العالمين، لأنه قطب السعادة الذي مدارها عليه، فالوصول إلى الله وإلى رضوانه بدونه محال، وطلب الهدى من غيره هو عين الضلال .
وتبرز أهمية الموضوع لأنه يتعلق بالمصدر الثاني من مصادر الدين الإسلامي في أصح كتبه بعد القرآن هو صحيح البخاري (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه)
إن البحث في هذه الأطروحة يتناول قضية علمية مهمة طالما نوه أهل العلم بشأنه في مثل قولهم: (فقه البخاري في تراجمه).
وإن تراجم الإمام البخاري لأبواب جامعه قد أثير حول توجيه المقاصد منها جدل كثير في القديم، واضطربت الأفهام فيما خفي منها، فمن محوم وشارد، ومن يتكلف الجواب عنه، خلف ذالك أثره على طلبة العلم في هذا الوقت في توجيه هذه الاعتراضات، فقامت الحاجة إلى إبراز هذه المقاصد في صورتها التطبيقية على أحاديث الكتاب التي تصف كل حديث بما يناسبه.
وقد كان العمل على (مختصر صحيح البخاري) للدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية سابقا. من أجل أنه :
جمع أطراف الحديث في الموطن الأول من المواطن التي ورد فيها الحديث.
ذكر جميع تبويبات البخاري على الحديث في مواطنه، وجعلها في الهامش.
أشار إلى الروايات المتخالفة في الحاشية.
كما كان الإعتماد أكثر في ذكر مقاصد التراجم وتوجيه المطابقة بينها وبين حديث الباب على كتاب (فتح الباري) للحافظ ابن حجر العسقلاني لمكانته العلمية وكونه أوفى شروح صحيح البخاري، فقد جمع فيه ما تفرق في غيره وزاد.
فالمراد هو جعل ذيل لهذا المختصر وهو عبارة عن تعليقات وبحث في مقاصد تراجم أبواب الجامع الصحيح وبيان لطائف أهل العلم ودقيق استنباطاتهم وتوجيهاتهم لغامض هذه التراجم، وكذا الفوائد الحديثية والفقهية المتعلقة بتقطيع البخاري للأحاديث وتفريقه في أبواب كتابه. وقد حرصت في منهج عملي أن لا يقتصر الانتفاع بهذا العمل لمن يملك مختصر الشثري فحسب، وإنما لينتفع به كل من عنده نسخة من كتاب البخاري- الجامع الصحيح- أيا كان نوعها.
فكان الهدف:
تقريب مقاصد التراجم ودقيق استنباط أهل العلم في توجيه مطابقة الحديث للترجمة في صورتها التطبيقية على الحديث.
بيان بعض اللطائف الإسادية للحديث من خلال منهج الإمام البخاري في تقطيعه و تفريقه في الأبواب.
أما عن المنهج الذي سرت عليه في إعداد البحث ودراسة تراجم المصنف فهو المنهج الوصفي التحليلي ويتلخص في الأمور الآتية:
الأمر الأول: سبيل جمع المادة العلمية:
ـ قمت بتتبع تراجم أبواب الصحيح الظاهرة منها والغامضة ، والمقارنة بين الأصل والمختصر ،للوقوف على صلة المختصر بأصله ومنهج المختصر في كتابه .
ـ أعمد إلى الحديث كما هو في المختصر فأجمع كل ماله تعلق به من مادة عملية في كافة تراجمه وجميع تبويباته، وما يتصل بذالك مما تلزمه طبيعة البحث العلمي ، ثم أنتقل إلى الذي يليه .
الأمر الثاني : سبيل عرض ودراسة التراجم والتقطيع :
ـ بيان معنى الترجمة، وإيراد تتمتها حتى يتضح أكثر، فإن صاحب المختصر قد يقتصر على بعض الترجمة في التراجم الطويلة ، وكذالك بيان اختلاف النسخ في الترجمة إذا لزم الأمر ذالك .
ـ مطابقة الحديث للترجمة ،ومناسبة وروده فيها ، والقدر المخرج من الحديث في الباب، وأوجه الاعتراضات وأجوبتها .
ـ فقه الترجمة واستنباطات البخاري من الحديث من خلال تقطيعه له وتفريقه إياه في الأبواب .
ـ بيان فوائد ولطائف الأسانيد الواردة في إعادة الحديث وتكرار في الأبواب.
الأمر الثالث : سبيل صياغة البحث :
ـ أورد طرف الحديث بما في ذالك اسم راويه من الصحابة كما في المختصر، وأضع قبله رقمه في المختصر بين قوسين، وقبل هذا الرقم التسلسلي للحديث في الرسالة، وأما مواطن ورود الحديث في الأبواب والتراجم فأحيل إلى موضعه في المبحث الأول على الترتيب الذي ساقه صاحب المختصر .
ـ سلكت في صياغة البحث مسلك الإيجاز غير المخل، ولم أخض في التفريعات المترتبة على المسائل.
وقد اشتملت خطة البحث والدراسة على: مبادئ ومقاصد وخاتمة :
المبادئ ويشتمل بعد الاهداء والشكر وملخص البحث على:
المقدمة وفيها :
ـ الافتتاحية
ـ التعريفات
ـ أهمية الموضوع
ـ أسباب اختياره وفيه بيان لمشكلة البحث
ـ الدراسات السابقة
ـ منهج الدراسة وضوابطها
ـ خطة البحث وتقسيمات الدراسة
التمهيد: (الدراسات النظرية حول التراجم) وفيها ثلاث نقاط :
ـ أهم شروح صحيح البخاري
ـ أنواع تراجم الأبواب وفوائدها
ـ فوائد تقطيع الحديث واختصاره وإعادته في الأبواب وتكراره .
المقاصد: وهي الدراسات التطبيقية الوصفية لأحاديث قسم الدراسة، ويشتمل على خمسة وأربعين كتابا من كتب الجامع الصحيح، من أول كتاب بدء الوحي إلى آخر كتاب اللقطة. وقد كان مجموع أحاديث هذا القسم خمسمائة وخمسة أحاديث.
الخاتمة وفيها ضمن الباحث بعض النتائج و التوصيات ومنها:
1- 1- الاهتمام بدراسة موضوع التراجم في المصنفات الحديثية على الأبواب، فإنه من الموضوعات المهمة في فقه السنة وتنمية ملكة استنباط الأحكام من النصوص الشرعية، ومعرفة طرق الاستدلال وأساليبه.
2- 2- إفراد لطائف أسانيد الحديث من خلال التقطيع عند البخاري في دراسة حديثية مستقلة لسعة الموضوع وتشعبها.
ثم أردفنا ذالك بالفهارس الفنية المتبع في الرسائل العلمية كما يلي:
- فهرسة أطراف الأحاديث المدروسة
- فهرس المراجع والمصادر
- فهرس الموضوعات.
والحمد لله رب العالمين.