Abstract:
يتناول هذا البحث إستراتيجية التعليم للجميع لعدة اعتبارات : أولا : أن هذه الإستراتيجية تمثل اهتماما عالميا بالتربية والتعليم نتج عن عدة مؤتمرات عالمية برعاية منظمة اليونسكو ( جومتين 1990- داكار2000 ) . ثانيا : إنها تمثل التزاما دوليا بعد أن تم تضمين أهدافها ضمن الأهداف الإنمائية للألفية فى قمة الأمم المتحدة من اجل التنمية فى الالفية والذى انعقد فى نيويورك 2000 وصادقت عليها الجمعية العامة للامم المتحدة والتى تضم بالطبع السودان .ثالثا : هذه الاستراتيجية تمثل مدخلا مهما للتنمية البشرية وبالتالى اداة من ادوات التنمية الاقتصادية والتى لاغنى عنها لاى دولة .
البحث يتناول بصورة أساسية موقف السودان من تطبيق هذه الاستراتيجية والى اى مدى يسير فى اتجاه الاخذ بها وتطبيقها وماهى الاهداف الرئيسية التى تم وضعها وهل يسير السودان فى اتجاه تطبيق اهداف الاستراتيجية والتى يشمل تطبيقها حيز الفترة 2000-2015 . وماهى العقبات التى تواجه تطبيق الاستراتيجية فى السودان وسبل معالجتها . كما يتم المقارنة بين تطبيق الاستراتيجية فى السودان وبقية دول العالم لاسيما الدول العربية والافريقية وبالاخص الدول التى تشابه ظروفها السودان .
اعتمد البحث على مصادر البيانات الثانوية من مراجع ودوريات وتقارير عن وضع التعليم للجميع فى العالم والسودان .
خلص البحث ان السودان اخذ بالفعل فى تطبيق هذه الاستراتيجية وذلك من خلال الاداء الفعلى ومن خلال المقارنة بين الاهداف الموضوعة وماتم انجازه . وخلص البحث ان هناك شوطا مقدرا تم عبوره فى تحقيق بعض الاهداف تمثل فى الاتى : تحقيق نسبة 64% فيما يخص تعميم التعليم الابتدائى للفئة 6-13سنة . وتحقيق نسبة 48% فى مجال محو الامية . ونسبة 80% فى خفض التفاوت بين الجنسين . ونسبة 90% فى معدل البقاء حتى الصف الخامس الابتدائى . ولكن مازالت هناك فجوات حقيقية بين بعض الاهداف الموضوعة ويبن الانجازات المتحققة وذلك لوجود اسباب كثيرة تعيق تنفيذ الاستراتيجية منها الاقتصادية والسياسية والمجتمعية . وخلص البحث الى ان وضع السودان مقارنة بالدول الاخرى ياتى ضمن الدول منخفضة الاداء وان كان احسن فى بعض الاحوال من بعض الدول ذات الظروف الشبيهة ( مثل اثيوبيا , اليمن والسنغال ) .
وهذا الوضع يحتاج الى مزيد من الجهد والتكاتف حتى ينتقل السودان الى وضع افضل مما هو عليه حاليا .