Abstract:
حظيت القراءات القرآنية باهتمام الباحثين على امتداد العصور الإسلامية وبخاصة بعض القراءات التي لم ينلها الباحثون عناية وافية ، كقراءة عبد الله بن عامر الدمشقي فإنها لم تحظ بجمع مستقل من بين القراءات وهذا ما دفعني إلى اختيار قراءة ابن عامر لأقيم عليها دراسة لغوية وتشمل الظواهر الصوتية و الصرفية والنحوية بعنوان :( قراءة ابن عامر الشامي (( دراسة لغوية))) .
واقتضت طبيعة البحث أن أقسمه على تمهيد وأربعة فصول وخاتمة . أما التمهيد فتناولت فيه : معنى القرآن لغة ، و اصطلاحا ، و القراءة لغة واصطلاحا ، كما تعرضت لنشأة القراءات، ثم العلاقة بين القراءات واللهجات ثم وجوه الاختلاف في القراءات ، وأنواع القراءات ، وأشهر القراء ورواتهم و تناولت في الفصل الأول ترجمة حياة ابن عامر ، المبحث الأول تناولت فيه اسمه ولقبه و نسبه وولادته وصفاته ، ومكانته ، وشيوخه ، وتلاميذه ، ووفاته .
وتناولت في المبحث الثاني قراءة ابن عامر الشامي وخصائصها ، وما خالف به ابن عامر القرَّاء.
وخصصت الفصل الثاني لدراسة الظواهر الصوتية فقسمته على أربعة مباحث تناولت في المبحث الأول الإبدال ، وفي المبحث الثاني الإمالة ، وفي المبحث الثالث الإدغام ، و في المبحث الرابع أحوال الهمزة و حركاتها .
و كان الفصل الثالث بعنوان ( الظواهر الصرفية ) و قسمته على أربعة مباحث درست في المبحث الأول الأسماء ، و في المبحث الثاني المشتقات والمبحث الثالث المفرد ، والمثنى والجمع ، وفي المبحث الرابع الفعل .
أما الفصل الرابع فقد تكفل دراسة الظواهر النحوية وقسمته على أربعة مباحث ففي المبحث الأول تناولت بالدراسة المرفوعات ، و المنصوبات والمجرورات في قراءة ابن عامر وفي المبحث الثاني درست الفعل والمبحث الثالث الأسماء المكنية ( الضمائر) وفي المبحث الرابع تناولت الحروف .
وتبين لي من خلال هذا البحث أن اختلاف القراءات القرآنية يعدّ نوعا من التيسير وذلك مراعاة للهجات العرب المختلفة ، وأن اختلاف القراءات القرآنية لا يعني التضاد والتناقض بقدر ما هو تنوع في الأسلوب واتحاد في الغاية ، وإضافتها إلى قرّاء معيّنين إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد.
وتبين لي أن ظاهرة الإبدال من ظواهر العربيّة ، وهو تعني المماثلة عند المحدثين وهي ما يسمّى بالانسجام الصوتي بين أصوات اللغة ، وقد كثر الإبدال في قراءة ابن عامر . ومذهب ابن عامر في الهمزة تحقيقها بوجه عـام في القرآن الكريم إلاّ في مواضع محددة ترك فيها الهمز.
ولا تعد الإمالة أصلاً عند ابن عامر ، وقد أمال في مواضع محددة من القرآن الكريم ، وكذلك الإدغام ظاهرة لهجيّة اختصت بها قبائل وسط الجزيرة وشرقيّها ويعد الإدغام أصلاً في قراءة ابن عامر
من خلال تتبع خصائص النطق عند ابن عامر ، نجد أنَّ قراءته إلي خصائص اللهجة البدويّة أقرب منها إلى خصائص الحضر .