Abstract:
موضوع هذه الدراسة الفروق النوعية وعلاقتها بالفروق الطبيعية وتأثيرها على الأسرة والمجتمع.
أما الهدف من الدراسة فهو التعرف على العلاقة بين الفروق النوعية والفروق الطبيعية بين النوعين، والوقوف على تأثير عوامل التغيير الأساسية من تعليم وتمدن واختلاط بالمجموعات الأخرى على أفكار واتجاهات النوعين في المجتمعات، إلى جانب معرفة أثر وجود مرجعية ثقافية على التكامل أو الصراع بين النوعين في المجتمعات. وإبراز مدى المساواة بين النوعين والوقوف على تأثير الفروق النوعية بين النوعين على الأسرة والمجتمع. وتكمن أهمية الدراسة في كونها أول دراسة تتناول هذا الموضوع.
استخدمت الدارسة المنهج الوصفي التحليلي بجانب المنهج التاريخي .. وكان مجتمع البحث أسر طلاب كلية إفريقيا الجامعية بحي الرياض بالخرطوم، بجانب عدد ثلاث استمارات مقابلات لأطباء في تخصصات مختلفة – صيادلة – وقيادات في مواقع مختلفة ذات صلة بموضوع النوع.
جاءت الدراسة في إطار عام وبابين وخاتمة، تناول الإطار العام مشكلة البحث – مبررات اختيار الموضوع – أهمية البحث وأهدافه – فروض البحث – حدوده – مسلماته – المنهج المستخدم – مجتمع البحث – العينة – الأدوات المستخدمة – الأسلوب الإحصائي – تبويب البحث – مصطلحات البحث – أهم المصادر والمراجع- والدراسات السابقة. الباب الأول بمثابة إطار نظري للبحث يتكون من ثلاثة فصول، الفصل الأول يتكون من خمسة مباحث عن مفهوم النوع وتعريفه – النوع في الحضارات القديمة – وضع المراة في الشريعة الاسلامية – تاريخ النوع في الغرب– مقارنة بين النوع في الحضارات القديمة والحضارة الغربية وفي الإسلام . أما الفصل الثاني فتناول الأسرة والمجتمع وذلك في خمسة مباحث تحدثت عن تعريف الأسرة – أشكال الأسرة – وظائف الأسرة - تاريخ الاهتمام بالأسرة – الاتجاهات النظرية في دراسة الأسرة - الأسرة في الإسلام – تعريف وخصائص المجتمع – والتغير الاجتماعي. أما الفصل الثالث فتحدث عن الفروق الطبيعية بين النوعين وعلاقتها بالفروق النوعية وذلك في مبحثين الأول عن الفروق الطبيعية بين النوعين، والثاني عن العلاقة بين التركيب البيولوجي والسلوك والثقافة السائدة في المجتمع. أما الباب الثاني فيغطي الدراسة الميدانية وذلك في فصلين الأول يتناول الإجراءات المنهجية للدراسة، والبيانات التي تحتوي عليها استبانة الدراسة الميدانية واستبانات المقابلات وذلك في مبحثين. والفصل الثاني تحليل للبيانات وإبراز تأثير الفروق النوعية والطبيعية على الأسرة والمجتمع وذلك في أربعة مباحث، أما خاتمة الدراسة فتحتوي على الخلاصة ونتائج البحث والتوصيات والمراجع والملاحق.
النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي:
1. للفروق الطبيعية ارتباط بالفروق النوعية (الأدوار الثقافية والاجتماعية) وعلى سلوك كلا النوعين.
2. لعدم تماثل الأدوار تأثير إيجابي على الأسرة والمجتمع.
3. عوامل التغيير الأساسية وهي التعليم والإعلام والتمدن والاختلاط بالمجموعات الأخرى، لها تأثير قوي على أفكار واتجاهات النوعين في المجتمعات وعلى تقارب الثقافات.
4. الارتباط بين وجود مرجعية ثقافية (عقائدية) تؤطر للعلاقة بين النوعين وبين التكامل او الصراع في المجتمع.
5. وجود اتجاه نحو مشاركة النساء في صنع القرارات الأسرية الخاصة بالأسرة بل واتخاذها.
6. وجود اتجاه نحو تقاسم المسئوليات بين الرجال والنساء داخل الأسرة.
7. المساواة العادلة حسب النوع تؤدي إلى استقرار النوعين وإلى استقرار الأسرة والمجتمع.
8. إن الاختلاف البيولوجي بين النوعين يرتبط بالوظيفة الأساسية لكلاهما وهي التناسل وعمارة الأرض، أما الكثير من الفروق فقد ارتبطت بالثقافات السائدة والعادات والتقاليد لذا فإنها تقل مع زيادة وعي الأفراد والمجتمعات.
أبرزت الدراسة إن مصطلح النوع يعبر عن اتجاهين أساسيين(1)، الأول فهو ينكر وجود اختلاف جوهري بين الرجال والنساء ويدعو إلى المساواة المطلقة والتماثل الكامل، ويتبنى مبدأ الصراع مع الرجل والمجتمع.
أما الاتجاه الثاني يرى انه يعني وضع النساء بالنسبة للرجال، والعلاقة بينهما في مجتمع معين وزمان معين، ويربط بين الفروق البيولوجية والفروق الثقافية والاجتماعية أي النوعية، وينادي بالمساواة في العمل والحياة العامة والأسرية.
والخلط بين الاتجاهين أدى إلى قلق وتخوف البعض من لفظ النوع.