Abstract:
يعتبر العمل الطوعي رافداً من المثل والقيم الحميدة لأي مجتمع ، فالتطوع هو حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية ، وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر في سبيل سعادة الآخرين . ويعبر عنه في بعض المجتمعات على أنه معيار أو انعكاس لوعي المواطن وإدراكه لدوره في المجتمع وبالتالي انتمائه لهذا المجتمع. هدفت الدراسة إلى التعرف إلى أي مدى ساهمت مراكز البحوث والدراسات في نشر ثقافة العمل الطوعي ومساهمتها في رفع وبناء قدرات المنظمات التطوعية ، وإثراء الساحة العلمية وتجويد الأداء العلمي لمراكز البحوث والدراسات التي تعنى بثقافة العمل الطوعي وتنمية المجتمع . تنبع اهمية البحث من انه يعتبر اضافة علمية للمكتبة السودانية والباحثين والعاملين في مجال العمل الطوعي ، كما انه يقوم بدور ايجابي في ميدان العمل الطوعي الذي يسهم في نشر ثقافة العمل الطوعي. تتمثل مشكلة الدراسة في مدى استفادة المنظمات التطوعية من البحوث والدراسات في نشر ثقافة العمل الطوعي وخدمة المجتمع، وهل لمراكز البحوث والدراسات العاملة في مجال العمل الطوعي دور في رفع وبناء قدرات المنظمات التطوعية، وهل تشارك مراكز البحوث والدراسات في تصميم وتنفيذ المشاريع التي يمولها المانحين ؟ .
اختبر البحث عدد من الفروض وهي ، استفادت المنظمات التطوعية من البحوث والدراسات في نشر ثقافة العمل الطوعي وتقديم الخدمات للمجتمع . يوجد تنسيق بين مراكز البحوث والدراسات والمنظمات التطوعية (المحلية ، الإقليمية ، الدولية) في تصميم وتنفيذ المشروعات. توجد مساهمة واضحة في البرامج التدريبية لمراكز البحوث والدراسات ورفع وبناء قدرات المنظمات التطوعية . استخدمت الدراسة المنهج التاريخي والوصفي التحليلي . توصل البحث إلى نتائج منها ، ثقافة العمل الطوعي مهمة في عمل المنظمات التطوعية لأنها تساعد في فهم الجوانب الإيجابية والسلبية التي تؤثر على العمل الطوعي مما يزيد احتمالات النجاح لعمل المنظمات التطوعية ، غياب المساءلة والمحاسبة والشفافية أكبر مهدد للعمل التطوعي الإنساني . ويوصي البحث بضرورة العمل على ضمان التدفق الحر للمعلومات ، والتفاعل الخلاق مع المجتمع العالمي في ضوء الحفاظ على أساسيات خصوصية الثقافة السودانية ، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والتركيز على مستقبل الأجيال السودانية القادمة.