Abstract:
هذه الدراسة فلسفية فكرية، استهدفت إعادة صياغة للوعي بوجود الإنسان, وإنه مخلوق من نفس واحدة ذكرًا وأنثى، تناسلاً وتناصراً وتعاوناً وتقارباً، أي منهما يوفر القيمة للآخر. تطرقت الدراسة لنماذج من التفاسير والتحليلات المتعلقة بوضع زوجي الانسان منذ خلقه , وقامت بتحليل النصوص الوارد فى الكتب السماوية والتفاسير التي اجتهد بها العلماء , لاحظت الدراسة وجود متناقضات كثيرة حول قضية الخلق, اتجاه منها يعترف بواحدية مصدر الخلق المتمثل فى النفس البشرية , والآخر يدعي خلق الانثى من جسد الذكر, وهذا التباين انعكس سلبا على الوعي بمنظومة زوجانية الانسان. كما قارنت الدراسة بين تكوين زوجي الإنسان بيولوجيا وتطرقت للاتجاهات المختلفة والتي يؤكد إحداها التطابق والتماثل بين زوجي الانسان فيما عدا الاختلاف البيولوجي المتعلق بمهمة الانجاب مما دعى هذا الاتجاه الى الاقرار بالادوار المتماثله . والآخر الذي يقر بالتبائن والاختلاف بين زوجي الانسان فى التكوين والتفكير ومعالجة المعلومات مما دعى هذا الاتجاه لاعتبار دعاوه الاتجاه الاول ما هي الا كذبة بيولوجية . كما تناولت الدراسة أصول الاجتماع البشرى تدافعاً وتعاقداً وتنافساً وصراعاً, بغرض التأسيس لقاعدة فكرية للانطلاق منها لمعالجة العلاقات الزواجية حين عقدها وفضها. وتعاقد الناس حين التافع لاداء الوظائف العامة . وتناولت الدراسة بتحليل للنصوص وتفسيراتها اسس علاقات الزواج في الفكر الاسلامي والرؤية القرانية لمنظومة الاسرة , وما شاب هذه المنظومة من شبهات وضعف حين التنظير والتطبيق . كما تناولت الدراسة علاقات الشأن العام وتولي أمور الناس, وما شاب هذا الاتجاه خاصة حين التداول حول بعض النصوص القرآنية والتي اسئ فهمها من بعض العلماء واسئ تطبيق تفسيراتها بين الناس مما احدث خللا واضحا في ميزان الزوجانية الانسانية على المستويين النظري والتطبيقي . ثم انتقلت الدراسة بغرض المقارنة إلى أدبيات الحضارة الغربية. وتناولت من خلالها الرؤية الغربية لعلاقات الزواج حين الانعقاد والفض , والعلاقات المادية والروحية بين افراد الاسرة . كما تطرقت للاتجاه النظري لادبيات الحضارة الغربية في النظر لزوجي الانسان حين التدافع لاداء الوظائف العامة . لم تعتمد الدراسة على تحليل النصوص فحسب بل وقفت على أوضاع الانسان في واقع المجتمعات الغربية . الدراسة في مراجعاتها لكل ما سبق من قضايا طافت بالمصادر المعرفية لأصحاب الديانات السماوية، وإتباع الحضارة المادية وخصت الدين الإسلامي باهتمام أكبر, لموثوقية مصدريته خاصة القرآن العظيم ، ولأنه أكثر الاديان تعرضاً للشبهات. سعت الدراسة لتأسيس مرجعية تحفظ العلاقات الزوجانية , مما دعاها للوقوف على بعض النماذج المطروحة من بعض المنابر الدولية المتمثله في وثائق المؤتمرات الدولية , كما خصت الدراسة اتفاقية ازالة جميع اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو ) باهتمام نسبة لقوة تأثيرها على مجتمع الانسانية . الدراسة من خلال استخدام مناهج الوصف والتحليل والمقارنة والاستنباط اختبرت ما وضعته من فرضيات وتوصلت لنتائج اكد بعضها ما افترضته الدراسة ونفى الآخر بعضها . ختمت الدراسة بتوصيات للمساهمة في اعادة كفة ميزان الزوجانية الانسانية الى وضعه الطبيعي , فلعلها تفيد كإضافة لمتون مصادر المعرفة. ولعل المسلمون يجدون فيها فكرة ، وإن كانت قطرة في محيط ، يؤسسون بها وبغيرها مشروع للتغيير الحضاري.