Abstract:
منذ القدم تعد المرأة الريفية في جنوب دارفور الركيزة الأساسية في إعالة الأسرة وتأمين متطلبات الحياة ولكنها ومنذ أوائِل الثمانينات تعاني من ظروف قاسية اسبابها الجفاف والحروب الأهلية وإرتفاع الأميّة وإنتشار الجهلِ ونقصان الخدمات الأساسية والنزوح إلى أطراف المُدن والمعسكرات مما ادى الى فقدانها للكثير من مصادر الدخل التي كانت تعتمد عليها في السابق لإعالة الأسرة فهل يمكن للمراة الريفية في ظل تلك الظروف ان تواصل دورها في توفير سبل العيش الكريم للأسرة .
تهدف الدراسة الى تسليط الضوءِ على الدور الذي تلعبه المرأة الريفية بولاية جنوب دارفور في التنمية الإقتصادية العائلية وذلك من خلال البحث في وضعها الإجتماعي والإقتصادي وكَشف المشاكلِ التي تعيقها من أداء دورها بكفاءة. بالإضافة إلى الإضطلاع على مختلف انواع الأنشطة التي تؤديها المرأة الريفية في جنوب دارفور والتي تساهم مباشرة في تحسين مستوى معيشة الأسرة.
تمثلت فرضيات الدراسة في :
- الأنشطة الإقتصادية للمرأة الريفية في جنوب دارفور تساهم بصورة مباشرة ومؤثرة في اقتصاد الأسرة.
- تعتمد المساهمة الإقتصادية للمرأة الريفية في جنوب دارفور على إستغلال الموارد المحليّة المتاحة.
- الظروف المحيطة الإجتماعية والإقتصادية قَد تُؤثر سلباً على المرأة الريفية بالنسبة إلى فرصِ تعليمها وتعليم أبنائها.
- الكوارث الطبيعية والظروف الأمنية أثرت سلباً على الأنشطة التي كانت تؤديها المرأة الريفية في جنوب دارفور مما جعلها تبحث عن انشطة بديلة لتلبية إحتياجات الأسرة .
الفرضيات المذكورة تم إثباتها من واقع الدراسة الميدانية التي أجريت وطبقت في قريتين بضاحية نيالا بولاية جنوب دارفور هما ( موسيه ) و ( دوماية ) فى الفترة من 2004 إلى 2006، وذلك من خلال أخذ عينة عشوائية من مائة إمرأة ريفية. البيانات والمعلومات جُمِعتا عن طريق المقابلات الشخصية وطرح الأسئلة مباشرة على العينة المذكورة، ومن ثمّ تم تحليل المعلومات باستخدام طرق التحليلِ الإحصائيِ وخلصت الدراسة الى النتائج التالية :
- رغم ارتفاع معدل انتشار الامية والتخلف عن مواكبة العصر بين الريفيات وتدني انتاجية المراة لتدهور الظروف الأمنية الا أنها ما زالت تسهم بصورة اساسية في تغطية النفقات العائلية.
- المرأة الريفية نادرا ما تكون مالكة للأرض رغم دورها الأكبر في العمل الزراعي.
- عدم توفر قاعدة معلومات وبيانات اساسية ومرد ذلك لقلة البحوث والدراسات المتصلة باوضاع المرأة.
أما أهم التوصيات فتمثلت فى ضرورة القيام بحملة قومية لمحاربة الأميّة والتخلف والتقاليد والعادات الضارة في اوساط المرأة الريفية في السودان بشكل عام وفي جنوب دارفور بصفة خاصة.
وتأمل الباحثة بأن تمهد الدراسة الطريق لباحثين مُهتمين بتطوير المرأة وخاصة الريفية وتسليط الضوء على الوضع الاجتماعي والإقتصادي لها، خصوصاً في جنوب دارفور، كما وتأمل بأن يوجّه النشاط في المستقبلِ لإنشاء مراكزلتدريب وتأهيلِ المرأة الريفية في منطقة الدراسة.