Abstract:
جري الباحث دراسته في "التصوير بخامة الألوان المائية لمشاهد من مدينة أم درمان" دراسة تحليلية لمدينة أم درمان تاريخها وجغرافيتها ومجتمعها، مستعيناً في ذلك بما كتب عن المدينة إضافة الي دراسة المشاهد الطبيعية ومواقعها وإختلافاتها وتقسيماتها وبيئاتها وسكانها.
هدفت هذه الدراسة إلى تجويد الأداء بخامة الألوان المائية بشكل مدروس ودقيق لمشاهد مأخوذة من مدينة أم درمان وعكس الواقع الجمالي في حركة الحياة والمعمار في مدينة أمدرمان و محاولة تأسيس أرشيف جمالي لمدينة أم درمان، ولبلوغ هذه الأهداف اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي في المبحث الأول في الإطار النظري حيث تحدث عن مدينة أم درمان، واتبع الأسلوب التحليلي في المبحث الثاني والثالث لتحليل أساليب وأنواع العمل بخامة الألوان المائية.
ويلازم هذه الدراسة النظرية الجانب التطبيقي، وهو عبارة عن لوحات لمشاهد طبيعية من مدينة أم درمان شملت الأسواق والمباني ذات الطابع التاريخي والمعاصر، واحتوت اللوحات على دراسات لتجمعات بشرية، ومشاهد نيلية هي ساحل النيل الذي تطل عليه المدينة، وتقوم عليه أسواق للأسماك والخضروات وتوجد به مراكب الصيد ومراكب نقل الخضروات، وصناعة المراكب في ساحل أبروف، وصناعة الطوب الأحمر في القماير، وصورت اللوحات جزءاً من الطقوس الصوفية والقباب والمساجد والمحطات القديمة في سوق أم درمان، ونفذت هذه الأعمال في أوراق مخصصة للألوان المائية "ناعمة، خشنة، مفرطة الخشونة"، وبمقاسات مختلفة، باستخدام ألوان الأنابيب والألوان المكعبة، وأنواع ومقاسات مختلفة من الفرش المائية، بالإضافة إلى أدوات أخرى، وأستخدم الباحث العديد من التقنيات في التلوين، وتم إخراج لوحات كاملة التأطير.
ومن خلال هذه الدراسة بشقيها النظري والتطبيقي توصل الباحث الي أن مدينة أم درمان كونتها ثقافات متعددة من مجموعة قبائل سودانية واخري عربية وإغريقية وغيرها، ذلك المزيج أكسب سكانها خبرات في شتى المجالات بما فيها الفنون ومنذ زمن بعيد. كما مدينة أم درمان وجدت حظاً طيباً في مجال التوثيق الأدبي والفني وقد أسهم في ذلك وجود الأذاعة، والتلفزيون والمسرح.
ومن خلال الجانب التطبيقي توصل الباحث إلي أن معرفة الأدوات والوسائط يساهم في تطوير الأداء بخامة الألوان المائية ويختصر الجهد في إتقان الخامة.وأيضاً المعرفة العلمية بالمنظور تسهل عملية رسم المشهد الطبيعي وتقلل نسبة الإخفاقات.