Abstract:
خلصت الدراسة إلى التعريف بالمصنوعات اليدوية السودانية بأنواعها المختلفة والتي إستخدمت في صناعتها خامات عديدة مثل السعف والأخشاب والجلود والمعادن وغيرها ، مع توضيح أهمية هذه المصنوعات اليدوية من الناحيتين النفعية والجمالية ولفت نظر المصممين لأهمية التراث السوداني و الإستفادة منه في تطوير التصميم .
كما تقف الدراسة على آخر ما وصلت إليه هذه المصنوعات اليدوية من تطور وفقاً للتطورات التي حدثت في وسائل الحياة المختلفة ، خاصة في أشكالها التكنولوجية والتقنية . هذا بجانب إظهار السمات الإبداعية والفكرية المتشابهة في إستخدامات الإلوان و الوحدات الزخرفية في مختلف أنواع المصنوعات اليدوية متمثلة في المصنوعات السعفية والجلدية والخشبية والمعدنية والمنسوجات اليدوية وأعمال الإبرة وأعمال الزخرفة والتزيين وغيرها . وتسليط الضوء وإظهار القيم الجمالية والممارسات والأساليب الفنية في المصنوعات اليدوية السودانية .
من جانب آخر أخذت الدراسة على عاتقها إثبات عالمية فن المصنوعات اليدوية بإعتبارها رافداً من روافد الفنون التشكيلية التطبيقية . ولقد أثبتت الدراسة أن الحرف اليدوية هي فن راقٍ يرقى إلى مصاف الفنون العالمية رغم رؤية المجتمع لهذه الحرف ووصفها بالمهن الوضيعة ، والدليل على ذلك أن التكنولوجيا والتقنية الحديثة قد وضعت في الحسبان أهمية المعايير والقيم الجمالية التي تزيد مصنوعاتها ثراءاً وغنى قبل الوظيفة النفعية . وذلك بناءاً عل القيم الجمالية الموجودة في المصنوعات اليدوية والتي بذل فيها ذلك الحرفي كل الجهود الفكرية والوجدانية ووضع فيها كل خلجات نفسه ، فظهر فيها الجمال أكثر عمقاً وإمتاعاً وتنوعاً . فالشعور بالجمال ليس سوى شعور بالفن الكبير الذي أعطاه الخالق لبعض مخلوقاته ليحققوه وللبعض الآخر أن يتمتع به .
ولقد قدمت الدراسة تحليلاً متكاملاً لمجموعة من النماذج . وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المصنوعات اليدوية السودانية ضاربة في القدم وأن منطقة وادي النيل والتي تشمل مصر والسودان كانت مهد حضارة ومصدر إشعاع لمختلف الحضارات وإنتقلت منها هذه الفنون إلى الكثير من دول أفريقيا المجاورة وأن تلاقح الحضارات ساعد في إنتشار فن المصنوعات اليدوية . وتقف الدراسة على مشكلات قطاع الحرفيين وتقدم المقترحات والتوصيات حتى يستطيعوا مواصلة الإبداع والعطاء حفاظاً على التراث الذي يعكس الهوية ويحقق الأصالة السودانية .