Abstract:
تناولت هذه الدراسة الآثار والمشاكل الصحية المترتبة على النزوح, مع إلقاء الضوء على نوعية الأمراض المنتشرة فى معسكرات النازحين والربط بين البيئة الصحية للمعسكرات وانتشار الأمراض ومعرفة العوامل والأسباب التى تؤدى لتردى الأوضاع الصحية فى مناطق النازحين , وتأتى أهمية البحث فى انه تناول الأثار الصحية التى تصاحب النزوح من تزايد وانتشار للاوبئة و الأمراض وإنخفاض صحة البيئة . تتلخص مشكلة البحث الأساسية فى تزايد إنتشار الأوبئة و الأمراض البيئية وانخفاض صحة البيئة فى معسكرات النازحين وإمتداد تأثير ذلك على المجتمعات القريبة منها مما يشكل خطورة ويزيد من تفاقم الوضع الصحى فى ولاية الخرطوم.
شملت هذه الدراسة خلفية تاريخية عن النزوح بصورة عامة والنزوح فى السودان والنازحين ومعسكراتهم فى السودان بصورة خاصة إضافة إلى البيئة والصحة والأمراض البيئية المرتبطة بالنازحين ، مع ذكر نماذج للوحدات الصحية والمراكز العاملة بمعسكرات النازحين بصورة عامة ومعسكر ود البشير بصفة خاصة .
سعياً لأن يحقق البحث مراميه تمت الاستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي ومنهج دراسة الحالة بغرض جمع المعلومات والبيانات الكافية، وتم جمع البينات من السجلات والبيانات المتوفرة فى وزارة الصحة الولائية والمنظمات ذات الاختصاص .كما تناول البحث النازحين بمعسكر بود البشير بصفة خاصة والظروف الصحية والبيئية المحيطة بهم مع إلقاء الضوء على الخدمات الصحية المتوفرة بالمعسكر والحالة الصحية للنازحين والبيئة الصحية الموجودة بالمعسكر وتم استخدام الاستبانة لجمع المعلومات المطلوبة.
تبين من نتائج الدراسة أن أكثر الأمراض انتشاراٌ بين النازحين هى التهابات المجارى البولية والإلتهاب الرئوى وبنسبة أقل الملاريا والدسنتاريا والإسهالات , وإنه وبالرغم من وجود وحدة علاجية بالمنطقة إلا أنَّها لا تستطيع تقديم خدمات صحية متكاملة وأنه ليس من السهل الحصول على العلاج بالوحدة العلاجية دائماً ,كما أن البيئة الصحيه بالمنطقة متردية.
اوصت الدراسة بانشاء المزيد من المراكز الصحية وتزويدها بتجهيزات طبية متكاملة وكادر طبي متخصص مع الاهتمام بصحة البيئة ونشر الوعي حول أهمية النظافة الشخصَّية والعامَّة و تسهيل عملية الحصول على المياه النظيفة والمعالجة بطريقة صحية . أوصى البحث أيضاً بعدم الإكتفاء بالكوادر الطبية المساعدة وإجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول سبب إرتفاع معدل الإصابة بمرض إلتهاب المجارى البولية . وضرورة نشر الوعي والتثقيف الصحي حول الأمراض البيئية وتلك المنقولة عن طريق العلاقات الجنسية , ورفع مستوى الوعى الدينى مع الأهتمام برفع المستوى التعليمي ، وتشجيع النازحين على التعليم ومواصلة التَّعلم عن طريق الدروس المسائية و تأهيل النازحين مهنياً وتدريبهم .