Abstract:
هذه الدراسة انطلقت لمخاطبة موضوع ثقافة السلام في السودان، وقد كانت النقطة الجوهرية للاهتمام والتي بدورها شكلت مشكلة البحث المعنية ببيان مدى وجود واستيعاب فكرة ثقافة السلام أصلاً كجزء من الإطار الذهني للطلبة عندما ينظرون في مشكلات مجتمعهم في سياق القضايا الكلية الخاصة بالاستقرار والرفاه، ولقد عدّت الدراسة ذلك خلفية مهمة لمسح الاتجاهات السياسية والفكرية السائدة بينهم وكيفية تأثيرها على أدوارهم في خلق أو فض المنازعات في مجتمعاتهم.
إن المنهجية التي اعتمدت للدراسة هي منهجية وصفية-تحليلية. أما فرضياتها فقد كانت هي: (أ) إن مجتمع الدراسة لديه إلمام جيد بالمفاهيم الحقيقية لثقافة السلام، (ب) وانه لديه القابلية لنشرها، (ج) وهو بوسعه ان يقترح ويقيم الادوار التي يمكن له القيام بها وكذا الوسائل المتاحة له لاستخدمها. لقد اقتصر مجتمع الدراسة على طلبة المراحل الثانوية والجامعية وفوق الجامعية بولاية الخرطوم و لقد تم تمثيل ذلك المجتمع باختيار عينة عشوائية طبقية.
ولقد تمثلت الأهداف المحددة للدراسة في: (أ) دراسة العوامل التي تسهم في تشكيل الفهم العام للسلام والأمور ذات الصلة بثقافة السلام، (ب) تحديد طبيعة ومدى التأثير الذي يحدثه الطلبة على الرأي العام اعتماداً على فهمهم وإدراكهم لثقافة السلام.
وقعت الدراسة في ثلاثة فصول، خُصص الفصل الأول لتعيين الإطار النظري للبحث في جزئيته المتعلّقة بثقافة السلام، من حيث إيراد ما تم التوافق عليه دولياً من مبادئ وركائز أسست لتحوّل السلم لمفهوم ثقافي، كما ولم تُغْفَل دراسة وضعية هذه الثقافة بالنسبة للعقل السوداني ومدى تثاقف السودانيين بها.
أما الفصل الثاني فقد دُرِست به الجزئية النظرية الثانية للبحث المتمثلة بتطور التعليم عالمياً ومحلياً، من حيث تمرحل البناء المفاهيمي المُفْضِي لظهور العديد من المستجدات التعليمية التي تم إجمالها تحت بند التعريف بالتعليم، وليتاح من ثَم الانتقال لبحث تطور التعليم بالسودان في قالب التسلسل التاريخي.
جاء الفصل الثالث والأخير محتوياً على لبّ الدراسة ببحثه في العلاقة بين الطلاب وثقافة السلام، وقد صِيغت مقدمة هذا الفصل بحيث تعطي مقدمةً نظريةً رمت للتحديد الدقيق لفئات الطلاب المعنيين تمهيداً لاستخدام وسيلة الاستبانة، لقيام المادة العلمية لهذا الجزء على نتائج مناقشة وتحليل استمارات الاستبانة عقب استردادها. في هذا الفصل تم تبويب وتحليل البيانات الرئيسية التي جمعت وكذا تلخيص أهم النتائج والتي من أهمها أن الطلبة يتحلّون بمستوى جيد من الفهم والادراك العميقين لثقافة السلام بالاضافة للاستعداد التام للتأثير على وقيادة الرأي العام في الأمور ذات الصلة بحركة السلام ومقاومة العنف. إجمالاً، فقد أُثبتت هذه النتائج وعضّدت الفرضيات، واختتم الفصل باقتراح عدد من التوصيات، أهمها؛ إشراك الطلبة في الجهود الهادفة إلى نشر ثقافة السلام وتشجيعهم على تحمل مسؤولياتهم تجاه مجتمعاتهم علاوة على بذل الجهد باستمرار وبحث طرق جديدة لفعل ذلك.
