بناء السلام وتحويل النزاع عبر تخفيف حدة الفقر

Abstract

تكمن مشكلة البحث فى ظاهرة الفقر الناتجة من التوزيع غير المتوازن للثروة على اقاليم السودان المختلفة ،وتدنى مستوى التنمية فيها،وتفشى الفساد الادارى فى كافة انحاء البلاد المختلفة ،من الاسباب الرئيسة فى حدوث النزاعات فى السودان . مما حدا ببعض القبائل والجماعات لحمل السلاح ضد الدولة وضد بعضها البعض . ظهرت الحركات المسلحة بحجة تهميش الحكومة لها فى الشرق والغرب والجنوب . توالت الحكومات الوطنية فى السودان بعد الاستقلال على ادارة البلاد،فمنها من تجاهل تلك المشاكل ومنها من اولاها بعض الاهتمام للتوصل لبعض الحلول. اولت حكومة الانقاذ الوطنى هذه الصراعات اهمية بالغة وسعت لحلها،مما حدا بها للجلوس الى طاولة المفاوضات مع زعمائها،وكان نتاج هذه الجهود توقيع بعض الاتفاقيات مع بعض الفصائل والتى اشهرها اتفاقية اديس ابابا 1972م ، ابوجا 1992م ،اسمرا1995م ونيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان فى العام 2005م . تهدف هذه الدراسة لتوضيح ارتباط علاقة ظاهرة الفقر بحدوث النزاعات واندلاع الصراع بين الجماعات فى الدول الفقيرة بصفة عامة ، وفى السودان بصفة خاصة. ولاثبات هذا الهدف اجريت هذه الدراسة لاثبات علاقة الارتباط بين الفقر ونشوب الصراعات فى السودان والتى استندت على الدراسات السابقة ،والتقارير الدولية والوطنية لهذه الدول ، وخاصة تقارير الامم المتحدة ومنظماتها المختلفة ، وتقارير البنك الدولى الخاصة بالفقر . توصل الباحث خلال هذه الدراسة الى هذه النتائج: *- توجد علاقة ارتباط وثيقة بين انتشار الفقر فى دولة وحدوث النزاعات المسلحة فى تلك الدولة ، ويزداد الصراع بين الافراد والجماعات كلما ازداد الفقر فى المنطقة . *- توجد علاقة ارتباط بين التنمية غير المتوازنة فى الدولة الواحدة وانتشار الفقر فيها، ومن ثم حدوث النزاعات . *- وجود علاقة ارتباط بين انتشار الفقر الناتج عن وجود الفساد الادارى الممارس فى الاجهزة الادارية بالمنطقة ونشوب الصراعات .