Abstract:
تغطي الصحراء أجزاءاً كبيرة من الوطن العربي ، وهي في زيادة مستمرة بحكم التغيرات المناخية التي من أبرز مظاهرها ارتفاع درجة الحرارة وتناقص الغطاء النباتي ، ولا بد لسكان المنطقة من التكيف مع هذا الواقع والتصادق معه.
وليتم ذلك بنجاح فإننا نحتاج إلى استثمار ما لدينا من إمكانيات ، ومن أهم إمكانياتنا في مجال العمارة ذلك الرافد الثقافي الذي ينبع من جذورنا، إنه التراث المعماري .
وهذا البحث يطرح ثلاثة أسئلة للتأكد من مدى الفائدة التي يمكننا الحصول عليها من هذا الإرث وهي:
هل في المنطقة فعلا تراث معماري يمكن الاعتماد عليه ؟
وماهي هوية هذا التراث – إن وجد - وملامح شخصيته التي ينبغي الإهتمام بها وتطويرها ؟
وكيف يمكننا الإستفادة منه ؟
وقد قام الباحث بدراسة أحد نماذج هذا التراث ، وهو قرية صغيرة في الجنوب الليبي تدعى ( تمنهنت ) تقع على بعد (30 كيلومتراً) شمال شرق مدينة سبها أكبر مدن الجنوب الليبي ، الذي يشكل قلب الصحراء الكبرى .
ومن خلال هذا النموذج توصل الباحث إلى قناعة تامة بوجود تراث معماري هام يمكن أن يشكل قاعدة انطلاق لمستقبل أفضل ، وأن لهذا التراث هويته الواضحة ، وهي الهوية العربية الإسلامية ، وشخصيته المتميزة و هي الشخصية الصحراوية.
وللإستفادة منه لا بد من إجراء المزيد من الدراسات العلمية ، التي تنظر إلى التراث بعين الإحترام والتحليل ، لا بعين التقديس والتبجيل ، وتنفتح على الثقافة العلمية للإسهام فيها بإيجابية وثقة وفي حدود احترام البيئة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.