Abstract:
تمحورت هذه الدراسة فى ثلاثة أبواب رئيسية وستة فصول، وسبعة وثلاثون مبحثا. واعتمد هذا البحث على خمسة وسبعين مرجعا علميا فى مختلف أوجه النشاطات الفكرية والعلمية.
مشكلة البحث،أهداف البحث، الكتاب الكريم، السنة النبوية الشريفة، مفاهيم الادارة، تطور الفكر الإدارى، مفهوم الفكر الإنسانى، وماهية الفكر الإدارى وأقسام المدارس الإدارية وأنواعها عبر التاريخ.
استعراض وتوضيح تعريفات ومفاهيم الجودة ، وتوكيد الجودة، والجودة الشاملة والعناوين العريضة لنظم الجودة، وأبعاد الجودة، و وظيفة الجودة ومفهوم قياس الجودة والتطور التاريخى للإدارة والجودة منذ ظهور الإنسان الأول الى وقتنا الحاضر، مرورا بالحضارات الإنسانية على مختلف حقب التاريخ الإنسانى.
نوقشت الجودة فى الاسلام من واقع المفهوم الاسلامى من خلال الاستدلال بآيات القرآن الكريم ، وأحاديث السنة النبوية وتم ربط مفاهيم العبادة والتقوى والعمل بصفة عامة بعناصر الجودة من قيادة، ورقابة، وإتقان،وإحسان، وحسن خلق وبقية عناصر نظم الجودة الاخرى بما جاء فى القرآن الكريم والسنة المحمدية المطهرة.
نسبة لأهمية السلطان وتأثير السلطة بصورة مباشرة، وغير مباشرة على دولاب الحياة بكل المؤسسات،والتنظيمات بآى مجتمع،وانعكاس هذا التأثير على اسلوب الإدارة ونظم الجودة وتفعيل الأداء، تم افراد فصل كامل تناول فيه الباحث بالبحث والتقصى أدوار الدولة ومدى تأثير السلطان، وعملية منح الصلاحيات بصورة عامة على اسلوب إدارة الدولة وتطوير انشطتها المختلفة، ومدى تأثير ذلك على نظم الإدارة والجودة فى مؤسسات الدولة المختلفة.
تعرض الباحث بالشرح والمقارنة للنظريات الوضعية والآيات الكونية،من وحى القرآن والسنة فى مفاهيم وعناصر الادارة على وجه العموم، من تخطيط وتوثيق، وتنظيم، وتدريب وتوجيه، واتصال، وقيادة،وعمليات، ومشاركة للعاملين وتشجيع وتحفيز لمختلف انشطة الإدارة وما استنبطه من تشابه وسبق لتوجيهات المنهج الإسلامى للفرد المسلم بالالتزام، والتقيد بتلك العناصر وفق منهج الاستدلال من ما جاء به القرآن والسنة.
سرد الباحث نظريات ومفاهيم نمطيات وأطر نظم الجودة المختلفة،التى صدرت من منظمة التقييس العالمية (ISO)،
وكتابات بعض المفكرين، والتى اعتمد عليها الباحث كمرجعية أساسية لنظم الجودة،فتم استعراض عناصر ومتطلبات نمطيات،آيزو 9001 فى مجال إدارة الجودة، و آيزو 14001 فى مجال إدارة البيئة، وآيزو 22000 فى مجال سلامة الغذاء، وآيزو 17025 فى مجال اعتماد كفاءة مختبرات القياس والمعايرة، و آيزو 26000 فى مجال المسؤولية المجتمعية كما تم تدوين ومناقشة آراء العلماء والمفكرين فى مجال إدارة الجودة الشاملة، ونظم التميز والامتياز للأعمال ونظام إعادة هندسة النظم واسقاط محتوياتها على ما جاء فى الذكر الحكيم،القرآن الكريم، وسنة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله عليه افضل الصلوات والتسليم.
ومن واقع متطلبات منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وبعض المواقف فى دولة الاسلام الاولى، قام البحث بإعداد وتصميم نموذج للتميز الاسلامى يمكن تطبيقه على كل الاعمال، لتحقيق متطلبات الجودة الشاملة والتميز من خلال التزام منهج الاسلام.
المنهجية التى اتبعت فى هذا البحث تمثلت فى تحديد أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السودانية الحكومية بولاية الخرطوم كعينة لإثبات فرضيات هذه الدراسة، وذلك من خلال الاستبيان الذى صمم لجمع البيانات، ومن ثم تم استخدام برنامج SPSS
لإجراء التحليل الإحصائى لتلك البيانات التى جمعت من مجتمع الدراسة، كما تم استنباط والاستدلال على مدلولية عناصر الإدارة ونظم الجودة من وحى آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
عينة الدراسة أختيرت بطريقة عشوائية من مجتمع الدراسة،حيث قام الباحث بتوزيع عدد (450) استمارة استباة على المستهدفين من بعض الجامعات، وقد استجاب عدد (416) فردا الذين قاموا بإعادة الاستبانة بعد ملئها بكل المعلومات المطلوبة، أى ما نسبته تقريبا (92%) من المستهدفين.
احتوى الاستبيان على قسمين رئيسيين، تضمن القسم الاول عبارات عن البيانات الشخصية لأفراد عينة الدراسة مثل النوع،العمر،الحالة الإجتماعية،المؤهل العلمي،سنوات الخدمة بالتدريس الجامعى،الوظيف،الدخل الشهرى. أما القسم الثانى قد احتوى على عدد (79) عبارة طلب من أفراد عينة الدراسة تحديد مدى استجابتهم عن ما تصفه كل عبارة وفق مقياس (لكيرت) الخماسى المتدرج الذى يتكون من خمس مستويات (موافق بشدة،موافق،محايد،غير موافق،غير موافق بشدة) وقد شملت هذه العبارات عناصر الإدارة والجودة وتم توزيع هذه العبارات على فرضيات الدراسة.
خرجت نتائج الدراسة بأن منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، قد نادى بجميع متطلبات نظم الإدارة والجودة، وأن النظم بالجامعات السودانية تعمل دوما على توثيق إجراءاتها، ولها أهداف وبرامج وقيادات تدرك دورها ولكن لم يتوفر الرضاء للعميل الداخلى بالجامعة (عضو هيئة التدريس) من حيث الاجر والتدريب كما تفتقر الجامعات السودانية لاستقراء رأى الشركاء من مؤسسات سوق العمل،والموردين والجهات الاعتبارية ذات العلاقة بالعملية التعليمية الجامعية والعمل للاستفادة من آراء هؤلاء، من ما يقودنا للقول : "اذا توفرت الموارد والمتطلبات الأساسية يمكن للجامعات السودانية السير فى اتجاه نظام إدارة الجودة الشاملة والتميز"
صمم نموذج للتميز الاسلامى، سمى نموذج العمل الصالح من واقع منهج القرآن والسنة، ليكون نظاما اسلاميا لتجويد جميع الأعمال والمعاملات كما صمم نموذج شجرة اتخاذ القرار، الذى هو عبارة عن خطوات للمراجعة والمحاسبة الذاتية من أجل الالتزام وتجويد وتحسين العمل. كما تم استنباط جميع عناصر نمطيات آيزو (إدارة الجودة،إدارة البيئة،إدارة سلامة الغذاء،كفاءة المختبرات ومتطلبات المسئولية المجتمعية) من هدى آيات القرآن الكريم وأحادث السنة النبوية المطهرة.