Abstract:
حدث في السنوات القليلة الماضية تطور بالغ في فيزياء الطاقة العالية وترافق ذلك مع ظهور تجهيزات تقنية عالية الدقة والحساسية سجلت خطوات عملية ملموسة بإتجاه الكشف عن مكنونات المادة.
يتركز هذا البحث حول دراسة التبعثر العميق اللامرن للإلكترونات علي النيوكليونات دراسة نظرية بهدف التأكد من مكنونات البروتون والنيوترون السائدة حالياً. في الجانب النظري تم حساب المقاطع العرضية التفاضلية الكاملة لهذا التبعثر في الحالتين الإستقطابية واللاإستقطابية بالنسبة لحزمة الإلكترونات والبروتونات الداخلة في التفاعل وعولجت دوال(توابع) البناء ومعاملات الشكل التي ظهرت في مقاطع التبعثر ومدلولاتها بإتجاه ما يعرف بالتصور البارتوني وموقعها من فرضية التدرج لبيوركن وغيرها من الأفكار النظرية التي كانت سائدة في بداية الستينيات من القرن المنصرم (زمن ظهور الإهتمام بهذا النوع من التبعثر) وحتى وقتنا الحالي وكيفية الإنتقال إلي التصور الكواركي السائد الآن بالنسبة للنيوكليون بشكل عام الذي بدا حالياً يعج ببحر من الكواركات والغراءونات التي تظهر وتختفي بسرعة هائلة وأثر ذلك على معضلة مغزل النيوكليون من خلال التحريك اللوني الكمي الذي بدلاً من أن يحل هذه المشكلة زاد في تعقيدها.
لم يغفل هذا البحث الجانب التطبيقي الملازم لحظة بلحظة لتطور الأفكار النظرية لهذا الموضوع بدءاً من التجارب الأولي علي المسرع (SLAC) في الستنيات من القرن الميلادي الماضي وحتي أيامنا هذه فتم التطرق لقياس مقاطع التبعثر المدروسة، وأهميتها في التأكد من بنية النيوكليون.وذلك من خلال قياسات توابع البنية ومعاملات الشكل للبروتون والنيوترون، آخذين بعين الإعتبار المضامين النظرية ونماذجها وتحليلاتها، وكيفية الإنتقال من خلالها من التصور البارتوني إلى التصور الكواركي والتأكد من ذلك تجريبياً وعلاقة ذلك بظهور مسألة المغزل الذي أصبح الشغل الشاغل للتحريك اللوني الكمي.
تؤكد النمذجة بين الإفكار النظرية والتطبيقية للتبعثر المدروس أن سلوك دوال البناء ومعاملات الشكل للبروتون قادت إلى التصور البارتوني لفاينمان وقادت بيوركن لوضع فرضية التدرج. وأن المنوذج الكواركي الحالي قاد إلى إنهيار التصور التقليدي لمسألة المغزل للبروتون وأظهر قصور نظرية التحريك اللوني الكمي في حل معضلة المغزل.