Abstract:
تعتبر الطاقة الكهربائية أساس التنمية المعاصرة في مسار جوانبها الاقتصادية والاجتماعية بوصفها من أهم هياكل البنية الأساسية وتمثل الدعامة الرئيسية التي تقوم عليها مشروعات وخطط التنمية الصناعية والزراعية والاجتماعية ومجالات الإسكان والخدمات وسائر جوانب الحياة.
والسودان كبقية الدول النامية يعاني من نقص حاد في الطاقة وخاصة الكهربائية مما أعاق نموه وتطوره الاقتصادي وازدهاره الاجتماعي، وقد نما الطلب على الطاقة الكهربائية في العقد الأخير من القرن الماضي ولم تواكبه الزيادة المطلوبة في العرض مما نتج عنه عجز في إمدادات الطاقة الكهربائية وتدني في مستوى خدمات الكهرباء وقطوعات مبرمجة وأخرى غير مبرمجة لا تنفك تزداد وتتفاقم في السنوات التي تلي دخول المشروع إلى حين دخول مشروع أخر على هذا المنوال.
تنبع أهمية الدراسة من أهمية التحليل والدراسة المستمرة لواقع الطاقة من واقع إنتاج واستهلاك الكهرباء بواسطة مختلف القطاعات مما يسهل على المخطط ومتخذي القرار من توفير احتياجات هذا القطاع.
وتتمثل مشكلة الدراسة في قلة وعدم توفر البحوث الإحصائية في دراسة استهلاك الكهرباء في ظل التزايد المستمر على طلب الطاقة الكهربائية مما يستلزم توفير مؤشرات دقيقة في وقت مبكر لأغراض التخطيط السليم حتى يسهل تقدير الاستهلاك.
ويهدف البحث إلى وصف وتحليل إنتاج الطاقة الكهربائية عبر الشبكة القومية، وكذلك نمذجة الاستهلاك من خلال نماذج إحصائية مختلفة للتوصل إلى أفضل نموذج إحصائي، وهذا يساعد على دراسة وتحليل هذه الظاهرة مما يساعد الجهات المسئولة في وضع الخطط المستقبلية المنسجمة مع التوسع الذي يشهده السودان في مختلف المجالات.
ومن الفرضيات التي أستند إليها الدراسة هي:
1- المتاح من التوليد الكهربائي يقل عن الطلب.
2- السلسلة الزمنية للطاقة الكهربائية المنتجة في الشبكة القومية للفترة (1/9/2001-31/12/2005م) غير مستقرة.
3- هناك تأثير من قبل: عامل التحميل، درجة الحرارة القصوى، الرطوبة النسبية على إنتاج الكهرباء.
4- الطلب على إنتاج الكهرباء في الشبكة القومية يتزايد مستقبلاً.
5- يمكن بناء نماذج إحصائية لاستهلاك الكهرباء.
6- تنبؤات إنتاج الكهرباء مستقبلاً من خلال بعض النماذج الإحصائية تعتبر كفوءة.
وقد تم جمع البيانات والمعلومات من الإدارة العامة للتشغيل والخدمات الفنية والنقل، وكذلك من قسم المعلومات والإحصاء بالإدارة العامة للتخطيط والمشروعات بالهيئة القومية للكهرباء والهيئة العامة للأرصاد الجوية بوزارة العلوم والتكنولوجيا.
والأسلوب المستخدم في البحث الأسلوب الوصفي القائم على وصف متغيرات البحث خلال فترة الدراسة لبيان أهم ملامح هذه المتغيرات، إضافةً إلى المنهج الاستدلالي التحليلي القائم على توفيق نماذج إحصائية مختلفة لإنتاج الكهرباء وذلك عن طريق اختبار الفرضيات الإحصائية الخاصة بهذه النماذج.
ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث هي:
1. ملائمة جميع النماذج المستخدمة في الدراسة: النموذج الخطي العام، النموذج الموسمي، نموذج متعدد الحدود، النموذج ألأسي، النموذج الموسمي المضاعف، للمعدلات الشهرية لإنتاج الكهرباء خلال الفترة (9/2001-12/2006م)، وأتضح ذلك من خلال بعض المعايير الإحصائية، ومن خلال رسم القيم المقدرة التي كانت قريبة جداً للقيم الفعلية، مما يعني جودة تمثيل هذه النماذج لبيانات الدراسة.
2. من خلال المقارنة بين النماذج المستخدمة، تم التوصل إلى أن النموذج الموسمي المضاعف هو أفضل النماذج المستخدمة من خلال قيمتي معياري أكايكي للمعلومات AIC، وشوارتز البيزي SBC اللتين كانت أقل من مثيلاتهما في النماذج الأخرى.
3. أظهرت تنبؤات النموذج الموسمي المضاعف أن الطلب على الكهرباء سيزداد مستقبلاً وبصورة متذبذبة حسب شهور السنة.
وأوصت الدراسة بأن تقوم الجهات المستفيدة وذات العلاقة كالهيئة القومية للكهرباء بتطبيق نماذج بوكس-جنكنز للسلاسل الزمنية وتحديداً النموذج الموسمي المضاعف لغرض التنبؤ بقيم الظواهر مستقبلاً وهذا يساعد على التخطيط السليم للمستقبل. وكذلك البحث عن نماذج إحصائية أكثر شمولاً وذلك بمحاولة الحصول على متغيرات أكثر ذات علاقة بإنتاج الكهرباء وإدخالها للنماذج، مثل تكلفة الإنتاج، وسعر إنتاج الوحدة، وعدد السكان وغيرها، وهذا من شأنه أن يجعل التنبؤات أكثر دقةً.