Abstract:
يتماهى مدلول الهرمنيوطيقا أو التأويل في تفسير النص فهو جزء من الفهم الفعلي للنص، فكلما ازداد فهمنا بالنص ظاهرا وباطنا ولجنا إلى مداخله وأسراره وفتحنا أبواب رؤيته العامة والخاصة؛ لهذا فإن التأويل أصل من أصول فهم النصوص التي اعتمد عليها المفسرون في الوصول إلى تحليل نص القرآن الكريم فكان التأويل أحد أدواتهم التي صرحوا بها على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم، أما العلامة فقد كانت المنبع الأول لعلم الدلالة قديما وحديثا وهي تتقاطع مع التأويل في الغاية التي يسعيان إليها وهو الفهم والإبلاغ، كما لم يغفل الأصوليون من اللغويين والمتكلمين دور العلامة أو التأويل في إعادة صياغة فهم النص التفسيري أو النص اللغوي، وكان اهتمام أهل الكلام بالتأويل والعلامة عظيما لما للأهمية البالغة لكليهما في تفكيك غوامض النص بغية الوصول لأحكام أكثر دقة وانسجاما مع الأدلة الأخرى، ولهذا جاءت هذه الدراسة للنظر في ارتباط الفكر الأصولي بمصطلح التأويل، وقد وسمت بـ:" العلامة والتأويل قراءة في الفكر الأصولي".