Abstract:
تمحورت مشكلة الدراسة حول التحديات الكبيرة التي تواجه مدققوا الحسابات، بسبب طبيعة بيئة العمل الجديدة، حيث الاستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات غيّر من مخاطر التدقيق وصعب تقديرها ومما زاد الامر صعوبة، هو غياب استخدام الآليات المحاسبية الخاصة بالحوكمة، مما تطلب جمع أدلة أثبات تتناسب مع ذلك، وخطة تدقيقية تتوافق مع هذه البيئة المحاسبية الجديدة. ويمكن للمشكلة أن تبرز من خلال ان العملية التدقيقية تواجه مخاطر غير تقليدية بسبب الاستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات وغياب أوضعف الآليات المحاسبية لحوكمة الشركات.
هدفت الدراسة إلى تكوين إطار مفاهيمي حول متغيرات الدراسة الثلاث تكنولوجيا المعلومات والآليات المحاسبية لحوكمة الشركات وتقدير وتقليل مخاطر التدقيق، مع بيان دور وتأثير تكنولوجيا المعلومات والآليات المحاسبية لحوكمة الشركات في تقليل مخاطر التدقيق وزيادة القدرة التنبؤية بتقدير هذه المخاطر.
تمثلَ مجتمع الدراسة بالمدققين الحاصلين على شهادات عليا معادلة للماجستير والدكتوراه في مجال المحاسبة والتدقيق العاملين في ديوان الرقابة المالية الاتحادي لجمهورية العراق ومكاتب وشركات التدقيق التابعة للجمعية العراقية للمحاسبين القانونيين، وتم تحديد العينة بـ (232) مدققاً، وتم صياغة عدد من الفرضيات الرئيسة والثانوية، الفرضيات الرئيسة هي يوجد ارتباط معنوي ذو دلالة احصائية بين دور تكنولوجيا المعلومات وتقدير وتقليل مخاطر التدقيق، يوجد ارتباط معنوي ذو دلالة احصائية بين الآليات المحاسبية لحوكمة الشركات وتقدير وتقليل مخاطر التدقيق، يوجد تأثير معنوي ذو دلالة احصائية لدور تكنولوجيا المعلومات في تقدير وتقليل مخاطر التدقيق، يوجد تأثير معنوي ذو دلالة احصائية للآليات المحاسبية لحوكمة الشركات في تقدير وتقليل مخاطر التدقيق، يوجد تأثير معنوي ذو دلالة احصائية، لدور تكنولوجيا المعلومات والآليات المحاسبية لحوكمة الشركات مجتمعين في تقدير وتقليل مخاطر التدقيق. تم اختبار هذه الفرضيات بعدد من الأدوات الاحصائية المناسبة، أعتمد الباحث في هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي واعتمدت الإستبانة كأداة لجمع البيانات المتعلقة بالدراسة. أظهرة النتائج صحة الفرضيات، إذ أثبتت نتائج التحليل من خلال المؤشرات الموضوعية دور تكنولوجيا المعلومات والآليات المحاسبية لحوكمة الشركات في تقدير وتقليل مخاطر التدقيق.
في ضوء النتائج تمت صياغة مجموعة من النتائج منها، تلعب كل من تكنولوجيا المعلومات والآليات المحاسبية لحوكمة الشركات بإبعادها الثلاثة (آلية لجنة التدقيق، آلية التدقيق الداخلي، آلية التدقيق الخارجي) مجتمعين دور وتأثير واضحين في تقدير وتقليل مخاطر التدقيق، أصبحت هناك ضرورة ملحة لأستخدام تكنولوجيا المعلومات في التدقيق، ان حوكمة الشركات بآلياتها المحاسبية تعتبرنظاما رقابيا فعالاً يعمل على إحكام السيطرة على التصرفات المالية للإدارة، مما يحد من التحريفات الجوهرية، لينعكس بدوره على تقدير وتقليل مخاطر التدقيق.
واوصت الدراسة بالعمل على تبني التدقيق في ظل تكنولوجيا المعلومات على نطاق واسع وان يشمل اكبر عدد من الوحدات الحكومية وشركات القطاع العام والخاص لانتشار التطبيقات المحاسبية في ظل تكنولوجيا المعلومات. كما يجب تبني الآليات المحاسبية لحوكمة الشركات بإبعادها الثلاثة جنبا إلى جنب مع تكنولوجيا المعلومات لدورهما الواضح في تقدير وتقليل مخاطر التدقيق.