Abstract:
الهدف من هذا البحث هو الترجمة من كتاب(عدو مناسب: العنصرية، والهجرة، الإسلاموفوبيا فى أُوروبا)، لمؤلفته ليز فيكيت، للصفحات من(الصفحة 51 الى الصفحة 106)، والتى شملت جزء من الفصل الثاني، والفصل الثالث وجزء من الفصل الرابع.
أن الباحثة لم تكن تبحث عن نص للترجمة، لنيل درجة الماجستير فقط، بل الى نص تستطيع من خلاله تصحيح المفاهيم المغلوطة والتخلص من المسلمات والثوابت، مثل: الاشتباه فى مجموعات معينة في المجتمعات الأوروبية بوصفها جماعات ارهابية، لمجرد أَنهم - مسلمين؛ وذلك لأنه بلحية ولأنها ترتدى حجاباً! حتى تثبت برءاتهم. بحجة أنهم معادين للقيم الغربية، متمسكين بثقافات – رجعية، تؤدى الى إلحاق أكبر ضرر بالمجتمع المدني الأُوروبي والقيم التقليدية. فكان الاختيار لـ "عدو مناسب"، لمؤلفته - ليز فيكيت - التى استنتجت الصحيح من الحقائق، فى زمن التضليل والخداع؛ من خلال البحث، والتقصى، والاستقراء، والتخلص من مفاهيم الأمس؛ وبعيداً عن الميول والتوجهات ومستندات الإتحاد الأُوروبي. واستنطاق الأحداث عبر مراحلها المختلفة، بموضوعية وبكل تجرد. حيث أكدت المؤلفة أن الاسلاموفوبيا والكراهية للاجانب التى اعتمد عليها اليمين المتطرف ليست سوى خطاب لاجل البقاء فى السلطة، وان الحركات النسوية التى إدعت أن الاسلام يمارس سلطة ذكورية ضد المسلمات، هى نفسها قد مارست سلطة الوصاية حين نصبت نفسها كمدافع عن حقوق النساء المسلمات، وإن قيم التنوير التى تعتبر اساس للمبادئ الغربية قد تم تقويضها، وذلك من خلال العنصرية المؤسسية، التى مورست عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر، من خلال استحداث ضوابط - صارمة للهجرة؛ وإعادة صياغة للسياسات المتعلقة بالجنسية؛ وفقاً لاعتبارات – أمنية، بتوسيع مفهوم جرائم الأمن القومي، نظراً إلى أن الاسلام يُمثل أَكبر مهدد للأمن فى أُوروبا. لطالما كان حال هذا النوع من النصوص الأجنبية، عبارة عن مقارنة بين ايجابيات العالم الغربي وبين سلبيات العالم الإسلامي، لأول مرة تصادف الباحثة نص أجنبي، لا يلتزم فيه الكاتب بالموضوعية والحيادية إتجاه الآخر(المسلم) المختلف عنه فحسب، بل ويدافع عنه. لذا فمن الأهمية بمكان، أن أذكر أن كتاب "عدو مناسب"؛ قد اصبح بالنسبة للباحثة موسوعة أكاديمية، ثقافية، شاملة ومختصرة؛ نهلت منها الكثير والمثير، حيث تكشفت حقيقة الفكرة التى روج لها السياسيون والاجهزة الامنية ووسائل الاعلام وهى أن الاسلام يشكل تهديد عالمي. كما تعتبره من أهم المؤلفات، وينبغى نشر الترجمة العربية فى كتاب؛ حتى ينتشر على أوسع نطاق ممكن، فى الأوساط الأكاديمية والسياسية والعامة من الناس.
ومع أن الباحثة قد وجدت نفسها بين دفتيتي هذا الكتاب؛ إلا أنه لابد من تَذكُر بعض الصعوبات، التى واجهتها فى ترجمة الصفحات المشار اليها، وأهمها: استخدام المؤلفة لمصطلحات وعبارات فى علم الاجتماع وعلم النفس غير مآلوفة بالنسبة للباحثة؛ واستخدامها لمصطلحات غير انجليزية، او عبارات عامية؛ وكيفية نقلها بالفاظها ودلالاتها، الى المقابل الذى يناسب هدف المؤلفة؛ مع الاحتفاظ بوحدة النص ومضمونه. إضافة الى الالتزام بعدم اقحام رأيها الشخصي، ولو كان موافقاً لأراء المؤلفة. ورغم ذلك، أعتقد انها قد استطاعت تجاوز تلك الصعوبات - من خلال الأطلاع على موسوعة بريتانيكا وويكبيديا ومواقع بحثية أُخرى؛ للوقوف على الكثير من الوقائع والأحداث وارهاصاتها وتداعياتها المرتبطة بالنص. وكذلك استخدام قواميس إنجليزية لفهم الألفاظ ودلالتها فى اللغة المصدر؛ ثم البحث عن المقابل لها فى اللغة الهدف - من خلال استخدام قاموس المورد، وعرب ديكيت، وقواميس أُخرى متخصصة لتقديم نصٍ مترجم مقبول تستفيد منه البشرية فى حاضرها ومستقبلها.