الاستثناء بين النحاة والأصوليّين والبلاغيّين دراسة نحوية دَلاليّة

Abstract

تناول هذا البحث الاستثناء بين النحاة والأصوليين والبلاغيين دراسة دلاليّة موازنة، وكان من أهداف البحث، دراسة أدوات الاستثناء ومعانيها وأكثرها دوراناً وآراء النحاة والأصوليين والبلاغيين فيها، عارضاً ومحللاً لها، ثم ذكر الصلة التي تجمع بينهم وأثر كل منهم في الآخر موضحاً نقاط الالتقاء والاختلاف بينهم، وترجيح الصواب مع عرض الشواهد التي تعضد ما ذهب إليه البحث؛ لأنّ الكلام يتغيّر معناه تبعاً لمعاني أدوات الاستثناء، وقد يخرج من معناه الأصلي إلى معنًى فرعيّ يقتضيه سياق الجملة ومن هذا ندرك أحد الأسباب التي جعلت الفقهاء يحدث بينهم الاختلاف عند الاستنباط للأحكام الفقهيّة من الأدلة التفصيلية ومرجعه إلى سعة اللغة العربية وما فيها من معانٍ غزيرة ومبانيها المتناهية في الدقّة مما جعلها بصورة ليس لها نظير. وتناول هذا البحث الأساليب البلاغيّة في الاستثناء وذلك مِنْ خلال بعض أدواته مِنْ أجل الوقوف على الأغراض البيانيّة لتنوع الأسلوب تبعاً لدلالة السياق وتنوع المقامات التي تتعلق بالإعجاز، وانفرد القصر من واقع البيان النبوي بسمات خاصة تطلُبها أساليب الدعوة، وتعمق المعنى وتظهره في إطار يناسب درجة أهميته لأغراض مختلفة، وقد يأتي للتدرج في التأكيد وصولاً إلى الغاية المناسبة اقتصاداً في التأثير وبلاغة في سياسة النفوس. وتناول البحث تأكيد المدح بما يشبه الذم، وتأكيد الذم بما يشبه المدح، وهو مبني على أسلوب بلاغي واحد وهو بناء حكم معنوي موهم بخلاف المقصود ثم الاستثناء منه بما يثبت غرض المتكلم وهو من محاسن الكلام، وغايته أن تبرز الوظيفة الدلالية في الصياغة، وله أثر فاعل في إضفاء المعنى البلاغي على الخطاب، والأسلوب الذي يقوم على مفاجأة السامع بصفة من الصفات، وذلك باستخدام الأدوات كما جاء في علم البديع، وأنّ ما ورد يدل على أنّ للأدوات معانِيَ في ذاتها، وإن كانت جملة لا تتضح إلا باستعمالاتها في الجملة، وعندئذٍ يتضح المعنى الذي تفيده في التركيب. وكان المنهج المتبع في هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي، وقد توصل البحث إلى نتائج كثيرة من أهمها:

1- أهمية أدوات الاستثناء في توضيح المعنى الدقيق. 2- "إلا" هي أم أدوات الاستثناء لكثرة استعمالها فيه. 3- اهتمام الأصوليين والبلاغيين بأدوات الاستثناء. 4- اتفاق النحاة والأصوليين والبلاغيين على بعض الأدوات.