Abstract:
للإجماع مكانته العظيمة في دين الإسلام، ومنزلته العالية من أدلة الأحكام، فهو ثالث الأدلة الشرعية بعد القرآن الكريم والسنة المطهرة، وإن أولى ما صرفت إليه العناية الفقه في الدين، ومنه التعرف على مواضع إجماع أهل العلم في الأحكام الشرعية؛ لأنهم في إجماعهم معصومون من مخالفة الكتاب والسنة؛ إذ الأمة لا تجتمع على ضلال، ومن أهم الكتب في حكاية الإجماع كتاب ( الجامع لأحكام القرآن) للإمام القرطبي، فتحقيق الإجماعات المذكورة فيه وجمعها من الأمور المهمة، فالإمام القرطبي من المشهورين في المذهب المالكي، وجمع بين علم التفسير العام ،وعلم الفقه بدرجة خاصة ،ومن هنا برزت جهوده في الإجماع الفقهي، وتكمن مشكلة البحث في أن كثيرا من العلماء يحكي الإجماع وعند التحقيق قد يتبين عدم صحة الإجماع. فكان الهدف من هذا البحث تحرير مسائل الإجماع من كتاب الأيمان الى نهاية كتاب الفرائض من كتاب الجامع لأحكام القران، ودراستها دراسة فقهية مقارنة، وبيان موافقة العلماء له أو مخالفتهم وذكر مستند الإجماع لهذه المسائل، والمنهج الذي اتبعه الباحث في هذا البحث هو المنهج الاستقرائي التحليلي، ومن أهم ما توصل اليه البحث من نتائج أن الإمام القرطبي إذا نقل الإجماع فانه يعني به الإجماع الاصطلاحي عند الأصوليين، وانه كثيرا ما ينقل الإجماع من غيره من العلماء كابن المنذر وغيره، ولم ينفرد بحكاية إجماع لم يوافقه عليها أحد من العلماء.