Abstract:
تناولت هذه الورقة أسلوب النهي في الحديث النبوي الشريف متخذةً صحيح مسلم نموذجاً تطبيقياً؛ لكونه مما من الله به علينا باعتباره عينة للدارسة، وتنبع أهمية دراسة أسلوب النهي في معرفة الأحكام الفقيه مما يوجب الحذر والانتباه؛ بل ولأن جميع الأحكام الشرعية تكمن إجمالاً في أسلوب الأمر والنهي في صيغة " أفعل" و" لا تفعل" ومن ثم يتميز الحلال من الحرام، وتهدف هذه الورقة للكشف عن دلالات أسلوب النهي الذي استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، ولاستنباط القيم الأسلوبية أو الأخلاقية في الحديث الشريف، وعرفت بعد ذلك دلالة النهي في الحديث الشريف بنوعيه: بمعنى الكف وترك الفعل؛ أي بمعناه الحقيقي الظاهر والمباشر دون قرائن في السياق وهو يعني التحريم، ودلالتة بمعني بلاغي توصل إليه من السياق وقرائن الأحوال والظروف والملابسات الخارجية ويحمل عدة معانٍ منها: الإرشاد والنصح، والكراهة، والحث، والتحذير، والزجر، والتأديب، والإباحة، والوعيد، والتأنيس والمؤاساة والتسليم، والتواضع، والرفق والرحمة والشفقة على أمته، وغيرها من المعاني التي تستنبط من الحديث، وفي الدراسة التطبيقية استعرضت بعض النماذج لكل نوع، محللة ومبينة ما فيها من معانٍ، وقد استعمل الرسول صلى الله عليه وسلم النهي بهذه المعاني، وقد اهتدت الورقة بأسس المنهج الوصفي القائم على الوصف والتحليل والتطبيق، وتوصلت الورقة لنتائج عدة منها: استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم النهي بمعناه الحقيقي وهو التحريم شرعاً لأمور تتعلق بمصالح العباد الدنيوية والأخروية، وليس لمجرد الرغبة في التحريم أو التشديد والتعسير، كما جاء أسلوب النهي بمعان بلاغية أخرى عرفت من السياق وقرائن الأحوال والملابسات والظروف الخارجية.