Abstract:
تتناول هذه الورقة العلمية موضوعاً مهماً وهو جماليات الأسلوب الكنائي في الأحاديث القدسية، والكناية من الأساليب البيانية التي أشتهر بها العرب ولاكتها ألسنتهم وامتزجت بها سليقتهم وجرت عليها عاداتهم ، وحفل بها تراثهم اللغوي والمجتمعي ، فكانوا يكنّون عندما يريدون كيد الخصم، واستخدموها تعريضاً ، وخوفاً ، ومزحاً، وذماً ، وتلطفاً ، أو غير ذلك مما اعتادوا الكناية فيه . وجاء القرآن الكريم الذي أنزل بلسان عربي مبين مشتملاً على أروع الكنايات لأسمى الغايات ، فكانت موحية، وموجزة، ومصورة للمعاني خير تصوير، بعيدة عن كل ماينبو ويستهجن ، احتراماً للإنسان المؤمن ومخاطبته بلغة مهذبة ، وسار على نهجه الحديث النبوي الشريف ، الذي اشتمل على لطائف من الكناية حققت أغراضاً لم تكن لتتحقق باللفظ المباشر ، قاصداً من خلالها تسهيل المعنى وإيصاله إلى الناس كافة مستصحباً في ذلك ما منحه الله تعالى إياه من فصاحة اللسان وبلاغة البيان وحسن التصرف في الكلام . وتهدف الدراسة إلى إظهار جماليات الأسلوب الكنائي في الأحاديث القدسية من خلال شرحها والوقوف على مواضع الكناية فيها . وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي . وكان من نتائج هذه الدراسة أن الكناية تعطي ظلالاً لطيفة للمعنى وتظهره في صورة حسية ملموسة مع إيجاز العبارة، هذا فضلاً عن أنها أبلغ من التصريح ؛ فهي تعطي الدعوى ودليلها، والقضية وبرهانها.