Abstract:
تعتبر الأحيزة المفتوحة الحضرية مكوناً هاماً في أي نسيج حضري، وذلك لإحتضانها أنشطة السكان المختلفة. وهي من أكثر العناصر التي تتجلى فيها العلاقة بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، وهي تعكس الصورة العامة لأي مدينة. وتناول هذا البحث أثر المتنزهات والحدائق العامة على الإستدامة البيئية بمدينة الخرطوم (مركز المدينة)، وتم إختيار الأحيزة المفتوحة الحضرية وخصوصاً المتنزهات والحدائق العامة لأنها تمثل العنصر الأساسي لبناء مجتمع المدينة وتعتبر من أهم مكونات التخطيط والتصميم البيئي الحضري في المدينة. وتتمثل المشكلة الرئيسية للحيز المفتوح الحضري في مدينة الخرطوم (مركز المدينة) في كيفية وضع تصور واضح عن عناصر العمارة البيئية الحضرية في هذه الأحيزة بحيث تكون مكانا تتوفر فيه مقومات الراحة والإنتماء والأمان وملائماً للمتطلبات العصرية المستجدة مع الحفاظ على الهوية والشخصية للأحيزة المفتوحة وذلك من خلال إستيعاب كثافة حركة السكان العالية الحالية والمستقبلية. ومن هنا ظهرت أهمية البحث وهي تأكيد وظيفة الأحيزة المفتوحة الحضرية وتوضيح هويتها من خلال النشاط المستخدم فيها وتحسين البيئة الحضرية ورفع مستواها بتطبيق عناصر التصميم البيئي فيها. ولتحقيق الأهداف المقصودة من البحث ترتكز الدراسة على الجانبين النظري والوصفي التحليلي، ويتناول الجانب النظري مفهوم البيئة أولاً وعلاقتها بالإنسان، والتصميم البيئي، الأحيزة المفتوحة الحضرية، ومن ثم التصميم البيئي في الأحيزة المفتوحة الحضرية. أما الجانب الوصفي التحليلي يتناول دراسة حالة الأحيزة المفتوحة في مركز المدينة ومدى تطبيق معايير التصميم البيئي فيها. وقد توصلت الدراسة إلى خلاصات متعددة منها كثرة المشاكل التي أدت إلى عجز الأحيزة المفتوحة بمركز الخرطوم عن المواكبة والتطور لأسباب عديده منها نقص واضح في الساحات والمتنفسات للمواطنين وعدم تهيئتها بصورة تجعلها مقصداً للذهاب إليها، وعدم إستغلال إمكانيات الخرطوم الطبيعية والتاريخية وإدخالها كعناصر هامة لابد منها لإنعاش الوضع الإقتصادي من جهة السياحة، وعدم الصيانة الدورية لها. ومن أهم التوصيات التي وردت الإهتمام بالنواحي الجمالية للبيئة الحضرية وذلك من خلال الإهتمام بمقومات العمارة البيئية كونها تلعب دوراً مهماً في رفع الكفاءة الوظيفية والجمالية للأحيزة المفتوحة وتوفير كافة الإحتياجات اللازمة لذوي الإحتياجات الخاصة مثل المنحدرات، وأخيراً: وضع الضوابط والتشريعات والقوانين المتعلقة بالحفاظ على الأحيزة الخضراء في جميع المدن لأنها تعتبر مطلب إجتماعي وملك للحق العام مع مواصلة البحث في هذا المجال الهام.