Abstract:
هدفت الدراسة إلى تحديد طبيعة العلاقة التكاملية بين العمارة العربية والتصميم الداخلي، وقد إنتهجت الدراسة المنهج الوصفي في إجراءات الدراسة حيث تناولت العمارة والتصميم الداخلي في كل من مدينتي سواكن السودانية والكاظمية العراقية في فترة العهد العثماني، وتمت المقارنة بينهما كنموذجين تمثيلاً لمجتمع الدراسة من أجل التأكد وحدة النمط في ظل إختلاف المكان. وقد ركزت الدراسة على تحليل الأسس الفكرية التي إستطاع من خلالها الإنسان العربي في الماضي الوصول إلى أعلى مستويات التكامل بين الخارج والداخل والتي تمثلت في الإلتزام بالجوهر الثابت الذي ينعكس في ثلاث محاور رئيسية وهي علاقة الإنسان مع (الله والطبيعة والإنسان)، إضافةً إلى المرونة والوضوح في التعامل مع العوامل المتغيرة في المكان والزمان.
وقد تم الإستعانة بالملاحظة كأداة للوصف ومن ثم المقارنة بين النموذجين قيد الدراسة والذين تم إختيارهما قصداً.
خلصت نتائج الدراسة إلى نسب تطابق تكاد تكون كاملة في ترجمة علاقة الإنسان مع الله وأخيه الإنسان في العمارة والتصميم الداخلي لكل من سواكن والكاظمية على الرغم من إختلاف المكان، في حين أظهرت نتائج الدراسة الإختلاف في المعالجات في العمارة والتصميم الداخلي لكل من المدينتين لموائمة الطبيعة المختلفة فيهما، وهذا يشير إلى وجود علاقة تكاملية واضحة بين العمارة والتصميم الداخلي في كل من سواكن والكاظمية.
أوصت الدراسة بضروروة إجراء دراسات من أجل تحديد مواطن الخلل في الواقع المعماري المعاصر (فكرياً ومادياً) التي تتجلى بوضوح في غياب العلاقة التكاملية بين العمارة العربية المعاصرة والتصميم الداخلي وإقتراح دراسات مستقبلية تصب في ترسيخ العلاقة التكاملية في مستقبل العمارة العربية والتصميم الداخلي.