Abstract:
لم يكن اختياري لترجمة هذا الكتاب مصادفة ولكن ادهشنى الصينيون بهذا الانجاز العظيم الذي تمثل في القضاء على الفقر كحلم صعب التحقق في ظل غياب النهج المتكامل والروي الواقعية القابلة للتطبيق في جهود عملية النهوض من الفقر والتي حوتها العديد من المنشورات الاقتصادية التي تركز على الجوانب النظرية لهذا الهدف الاستراتيجي وتغفل عن الأطر العملية .إن اقل ما يمكن أن يصف به هذا الكتاب انه يمثل خارطة طريق ومصفوفة تنفيذية لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر. تعد التجربة الرائدة لدولة الصين الشعبية في النهوض من الفقر والتي يرويها هذا الكتاب درسا مستفادا يستحق الوقوف عنده بالبحث والدراسة والتحليل كونه يوفر موجهات إرشادية وخارطة طريق ترسم بوضوح تام معالم المسار الواجب إتباعه لبلوغ الأهداف المنشودة تحقيقا للتنمية الاقتصادية علاوة عن كونها تجربة عملية قابلة للتطبيق في العديد من البلدان النامية من العالم الثالث ,حيث استطاعت دولة الصين انتشال ما يزيد من سبعمائة مليون مواطن من الفقر وضمهم إلي قوة فاعلة في تسير دفة التنمية المستدامة خلال فترة زمنية قصيرة جدا وبما أن من يعيشون تحت خط الفقر في إفريقيا لا يتجاوز عددهم اربعمائه مليون شخص فان هنالك إمكانية كبيرة للاستفادة من هذه التجربة الفريدة التي تمثل شمعة مضيئة في ظلمات الفقر والفاقة.
تناول هذا الكتاب التفاصيل الدقيقة عن رحلة النهوض من الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة التي عانت منها مناطق الأقليات العرقية بدولة الصين مستشهدا بقومية" الشي" التي تسكن منطقة نينغدة حيث الموارد الطبيعية والجبال الغير مستغلة مرورا بالتحول نحو صناعة الغابات والإنتاج الغابي والحيواني والتصنيع القائم على الزراعة والانفتاح الاقتصادي بغزو الأسواق المحلية والإقليمية بمنتجات أنشطة الأعمال والاهتمام بالجوانب الفكرية والثقافية بالتوازي مع نواحي التطور المادي بذات الأهمية للقضاء علي الفقر بصورة جذرية .
تمثلت أهم الصعوبات التي واجهتني في ترجمة هذا الكتاب الذي يمثل ترجمة انجليزية لكتاب كتب باللغة
الصينية في إيجاد الكافي العربي لبعض أسماء المناطق مثل:
"Ningde"
هل تكتب بالعربية نينجان أم ننجد أم نينجده.؟
ولكن بالتواصل المباشر مع السفارة الصينية بالخرطوم توصلت إلي الكافي العربي لاسم المدينة باللغة العربية وهو" نينغده" .